كتاب الصلاة
باب صلاة الجمعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأسأله -سبحانه وتعالى- أن يرزقني وإياكم السداد والصواب في القول والعمل، وفيما نأتي وفيما نذر، وأن يهديني وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، كما أسأله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقني وإياكم الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا آمين.
كما هو معهود في هذه الدورات المباركة التي أسأله -سبحانه وتعالى- أن يرزقني وإياكم فيها العلم النافع والعمل الصالح.
كما هو معهود دراسة ما تيسر من المتون في جميع فنون العلم، ودراستها تكون على سبيل الإجمال دون التفصيل؛ لأن المقصود من ذلك هو تحصيل ما تيسر من هذه المتون في جميع الفنون التي تدرس في هذه الدورة وفي غيرها.
ومما يعلم أن كثيرا من مسائل الفقه وخاصة في أبواب العبادات فيها خلاف كثير.
ولكثرة الأدلة فيها كما هو معلوم لمن طالع كتب أهل العلم المصنفة في هذا الباب فإن التفصيل والتطويل في هذه المسائل يفضي إلى أنه لا يؤخذ إلا مسائل يسيرة، لكن القصد هو المرور على ما تيسر من المسائل، مع ذكر الأقوال التي يظهر رجحانها بالدليل من خلال كلام أهل العلم.
وسيكون هذا الدرس في كتاب بلوغ المرام من باب صلاة الجمعة؛ لأنه سبق في الدورة قبل الماضية منذ سنتين أن انتهينا إلى هذا الباب، وكتاب بلوغ المرام -كما هو معلوم- من الكتب المحررة، ومن أعظم الكتب المصنفة في هذا الباب، وصاحبه -رحمه الله- اعتنى به.
وقد سبق لنا في الدورة التي أشير إليها أن مصنفه -رحمه الله- الحافظ ابن حجر، يظهر -والله أعلم- أنه كان يمليه من حفظه؛ ولهذا مر معنا في بعض المواضع في الأبواب السابقة وفي بعض الأبواب السابقة أنه ربما حصل له شيء من الوهم في العزو -رحمه الله-؛ لأنه يظهر -والله أعلم- أنه كان يملي من حفظه، وفيما أذكر أن في بعض المواضع أو في موضع من المواضع ربما كان له أكثر من وهم أو وهمين أو ثلاثة.
وفي هذه الدروس أيضا يتعرض إذا تبين شيء من خلال هذا أو من مراجعة كلام أهل العلم أو من خلال تخريج الحديث، فنسأل -سبحانه وتعالى- أن يرزقني وإياكم السداد والصواب آمين!. |