حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: « كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر، حتى يأكل تمرات »(1) أخرجه البخاري وفي رواية معلقة -ووصلها أحمد-: « ويأكلهن أفرادا »(2) وهذا هو السنة.
وعن ابن بريدة، عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: « كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر، حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى، حتى يصلي »(3) رواه أحمد، والترمذي، وصححه ابن حبان.
هذا هو السنة، كما فعل -عليه الصلاة والسلام- « أنه كان يوم الفطر لا يخرج حتى يأكل تمرات »(4) وكما رواه البخاري، روى البخاري « أنه كان يأكل تمرات »(5) وفي رواية معلقة « يأكلهن وترا »(2) .
رواية البخاري: "يأكلهن وترا" ورواية أحمد: "يأكلهن أفرادا" وهي الرواية الصحيحة. والمعنى: يأكل واحدة، أو ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا.
وجاء في بعض الروايات أنه يأكل هذا العدد، وكان -عليه الصلاة والسلام- يعجبه الوتر؛ ولأن الله وتر، ففيه دلالة على الألوهية، والتوحيد لله -عز وجل-، فكان يحب الوتر، ويحب ما دل عليه من الأوتار، من الثلاثة، والخمسة، والسبعة، حتى في مأكله -عليه الصلاة والسلام-.
وهذا هو السنة -كما سبق- أنه يأكل. والسنة الأكل قبل الخروج إلى الصلاة.
وقد وقع الأكل منه -عليه الصلاة والسلام- في كلا العيدين بما يناسبه، فيوم الفطر، لما كانت الصدقة زكاة الفطر، يشرع أن تكون قبل الصلاة، أكل قبل الصلاة، ويوم الأضحى لما كانت الأضحية تشرع بعد الصلاة، كان أخر الأكل، ولم يأكل إلا بعد الصلاة.
ولهذا في حديث بريدة، هو حديث من طريق ثواب بن عتبة أو ثوَّاب بن عتبة، رواه أحمد من طريق آخر، ويكون بهذا الحديث لا بأس به، وهو أنه يوم الفطر، وهو شاهد لحديث أنس أنه « لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى، حتى يرجع »(6) يعني حتى يرجع من الصلاة.
وجاء عند أحمد: « ويأكل من أضحيته »(2) . لكن هذه الزيادة عند أحمد في سندها ضعف، وجاء عند البيهقي: « ويأكل من كبد أضحيته »(2) .
وهذا إن كان الخبر لم يثبت، فقد يقال: إنه هو الظاهر من حاله -عليه الصلاة والسلام-، من جهة أنه إذا كان لا يطعم يوم الأضحى، حتى يرجع، فالأظهر من حاله أنه كان يأكل من أضحيته، ويأكل ويبادر إلى ما تيسر منها، وهو الكبد، كما نقل في رواية البيهقي عنه -عليه الصلاة والسلام-.
(1) البخاري : الجمعة (953) , والترمذي : الجمعة (543) , وابن ماجه : الصيام (1754) , وأحمد (3/125). (2) (3) الترمذي : الجمعة (542) , وابن ماجه : الصيام (1756) , وأحمد (5/360) , والدارمي : الصلاة (1600). (4) البخاري : الجمعة (953) , والترمذي : الجمعة (543) , وابن ماجه : الصيام (1754) , وأحمد (3/125) , والدارمي : الصلاة (1600). (5) البخاري : الجمعة (953) , والترمذي : الجمعة (543) , وابن ماجه : الصيام (1754) , وأحمد (3/125) , والدارمي : الصلاة (1600). (6) الترمذي : الجمعة (542) , وابن ماجه : الصيام (1756) , وأحمد (5/360) , والدارمي : الصلاة (1600). |