حديث: خرج النبي صلى الله عليه وسلم متواضعا متبذلا
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: « خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- متواضعا، متبذلا، متخشعا، مترسلا، متضرعا، فصلى ركعتين، كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه »(1) . رواه الخمسة، وصححه الترمذي، وأبو عوانة، وابن حِبَّان.
وهكذا السنة، أن يخرج متواضعا، على هيئة التواضع، والخشوع، والمقام يقتضي التواضع في كل حال.
لكن الزيادة من ذلك مزيد من التواضع في الطلب، وهكذا يكون العبد، يكون بقلب منكسر، وخاشع، متبذل، يعني: يلبس ثيابا لا تكون..، يعني كما جاء، ليست ثياب الزينة.
« متخشعا »(1) .
يعني: في صوته، وفي بصره -عليه الصلاة والسلام-.
« مترسلا »(1) .
يعني: متأنيا.
« متضرعا »(1) .
أي: سائلا الله -عز وجل-، ملحا في الدعاء.
« فصلى ركعتين، كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه »(1) رواه الخمسة، وصححه الترمذي، وأبو عوانة، وابن حِبَّانَ.
الخمسة: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وهو من طريق هشام بن إسحاق بن عبد الله بن الكنانة المدني، وهو مقبول.
لكن جاء ذكر الخبر في معناه، من حديث عائشة كما يأتي، وفي حديث عائشة « أنه صلى أولا »(2) وفي حديث أبي هريرة أنه خطب، وجاء معناه في حديث عبد الله بن زيد، أنه خطب -عليه الصلاة والسلام-، وفي حديث أنس.
فعلى هذا جاءت الأخبار بهذا، وبهذا هو والصواب أنه يجوز أن يصلي أولا ويخطب، ويجوز أن يخطب، ثم يصلي. نقلت الصفتان في صفة صلاة الاستسقاء، والتحقيق أنه يجوز هذا، وهذا.
(1) الترمذي : الجمعة (558) , والنسائي : الاستسقاء (1521) , وأبو داود : الصلاة (1165) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1266). (2) |