حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء
وعن أنس -رضي الله عنه - « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء »(1) أخرجه مسلم.
وهذا هو المنقول في استسقائه -صلى الله عليه وسلم-، أنه أشار بظهر كفيه، كأنه بالغ -عليه الصلاة والسلام-، رفعها رفعا كثيرا، حتى كانت إلى السماء، رفعها جدا حتى بدا بياض إبطيه -عليه الصلاة والسلام-.
ومحتمل أنه دعا هكذا -عليه الصلاة والسلام-، جعل بطونهما إلى الأرض، وظهورهما إلى السماء، لكن منقول أنه بالغ في الرفع. وهذا يبين أنه رفع؛ ولهذا في الرواية الثانية: « حتى بدا بياض إبطيه »(2) وهذا لا يكون إلا مع الرفع.
وقد جاء عند أحمد، من حديث خلاد بن السائب، من طريق ابن لهيعة: « أنه -عليه الصلاة والسلام- كان إذا دعا لكشف الضر، أو نحوه، جعل بطونهما إلى الأرض، وظهورهما إلى السماء »(3) هكذا، وإذا سأل الله -عز وجل- لغير ذلك، جعل بطونهما إلى السماء، وظهورهما إلى الأرض.
لكن هذا التفصيل من هذا الخبر لا يثبت، والذي جاء خصوصا في الاستسقاء، أنه بالغ في الرفع، وهذا لا ينفي ما سواه، وقد يبالغ الإنسان إذا اشتد به الدعاء، قد يبالغ الإنسان في رفع اليدين، ودعاء الاستسقاء، وحال الطلب، لا شك أن الإنسان يجتهد، ويرغب إلى الله -عز وجل-، فيبالغ في الرفع.
(1) مسلم : صلاة الاستسقاء (896) , وأبو داود : الصلاة (1171) , وأحمد (3/153). (2) أبو داود : الصلاة (1173). (3) |