حديث: لا تَغَالوا في الكفن فإنه يُسْلَب سريعا
وعن عَلِىٍّ -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: « لا تَغَالوا في الكفن؛ فإنه يُسْلَب سريعا »(1) رواه أبو داود.
وهذا الحديث أقرب إلى حديث جابر -الذي سبق-، وهو مناسب لأن يكون بعده.
قال: "لا تَغَالوا " أو الأصل: "لا تتغالوا " المغالاة: هى المبالغة، والحديث في صياغته بعض اللين، لكن فيه موافق عما جاء عن أبي بكر -رضي الله عنه-.
والمقصود: هو تحسين الكفن، أن يكون الكفن حسنا، ولا يُغَالَى في الكفن، ولا يُبَالَغ فيه؛ فإنه يُسْلَب سريعا،كما قال أبو بكر: "فإنما هو للمِهْلَة " لأنه يذهب، ويبلى، إنما يبقى عمله، ويظله عمله.
كما قال ابن عمر -رضي الله عنه- لما رأى فسطاطا على عبد الرحمن بن أبي بكر؛ قال: « انزعوا هذا الفسطاط؛ إنما يظله عمله، إنما هذا الكفن لأجل نقله، والصلاة عليه، ودفنه »(2)
ثم يكون في المكان الذي يستره: وهو القبر؛ فهذا هو المشروع فيه: أنه لا يُغَالَى في الكفن، فإنما يظله عمله؛ ولهذا إذا مات ابن آدم تبعه: أهله، وماله، وعمله، يرجع اثنان: أهله، وماله، ويبقى: عمله.
(1) أبو داود : الجنائز (3154). (2) |