حديث: ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت
وعن بريدة -رضي الله عنه- في قصة الغامدية -رضي الله عنها-، التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- برجمها في الزنا، قال: « ثم أمر بها، فصلى عليها، ودفنت »(1) رواه مسلم.
في هذا: أن قصة الغامدية -وهي الجُهَنِيَّة -، كما في الرواية الثانية- أنها لما وقع منها الزنا، وجاءت تائبة توبة عظيمة؛ لأنه جاء في الخبر: « أنها جاءت إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فقالت: يا رسول الله طهرني؛ فإني قد زنيت، فلا تردني كما رددت ماعزا. فأمر -عليه الصلاة والسلام- أن ترجع، قال: ارجعي حتى تضعي. فرجعت، فلما وضعت، وجاءت به؛ قال: ارجعي حتى ترضعيه. فأرضعته، ثم جاءت وهو يحمل كسرة خبز؛ فقال -صلىالله عليه وسلم-: من يكفله؟ فكفله إنسان، ثم أمر برجمها، ثم قال -عليه الصلاة والسلام- لما سبَّها مَن سبَّها، وتكلَّم مَن تكلَّم من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ تأويلا لشدة ما وقعت فيه، قال: لقد تابت توبة، لو تابها صاحب مَكْس لقُبِلَ منه، أو لتاب الله عليه »(2) صاحب مَكْس: " العشار " الذي يأخذ أموال الناس ظلما.
وجاء في الرواية الثانية عند مسلم: « لو تابها سبعون من أهل المدينة؛ لَقُبِلَ منهم »(3) توبة عظيمة، وفيه: أنه -عليه الصلاة والسلام- صلى عليها. دلالة على أنه: لا بأس أن يصلى على أموات المسلمين عموما، مَن وقع منهم في هذه الكبائر، أما من تاب، فيصلى عليه من باب أولى -كما في هذا الخبر-.
(1) مسلم : الحدود (1695) , وأبو داود : الحدود (4442) , وأحمد (5/348) , والدارمي : الحدود (2324). (2) مسلم : الحدود (1695) , وأبو داود : الحدود (4442) , وأحمد (5/348) , والدارمي : الحدود (2324). (3) مسلم : الحدود (1696) , والترمذي : الحدود (1435) , والنسائي : الجنائز (1957) , وأبو داود : الحدود (4440) , وأحمد (4/429) , والدارمي : الحدود (2325). |