حديث: ورفع قبره قدر شبر
وللبيهقي عن جابر -رضي الله عنه- نحوه -يعني- في اللحد: شاهد له, وزاد: « ورفع قبره قدر شبر »(1) وصححه ابن حبان.
والحديث من طريق الفضيل بن سليمان النميري -وهو من رجال الصحيح-, وفيه: « أن قبره رُفِعَ قدر شبر -عليه الصلاة والسلام- »(1) .
وجاء في صفة قبره من رواية سفيان بن سليمان التمار في صحيح البخاري: أنه « رأى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- مُسَنَّمَا -يعني كهيئة سنام البعير-, وهو قريب من هذا القدر »(2)
وجاء في الحديث عند أبي داود أن قاسم بن محمد قال لعائشة: « اكشفي لي عن قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-, وقبر صاحبيه؛ قال: فكشفت لي عن أقبر ثلاثة, لا مشرفة, ولا لاطئة, مبطوحة كبطحاء العرسة »(1) هذا يفهم: أنها مسطحة, وليست مسنمة.
لكن رواية سفيان أصح, ولو ثبت هذا الخبر؛ فإنه محمول على أنه لما سقط جدار الحجرة, وتغيرت هيئة القبر؛ غُيِّرَ -يعني- عن حالته الأولى, وجُعِل مُسَنَّمَا.
وهذا هو المشروع في القبر: ألا يزاد في ترابه, وألا يرفع؛ لأن القبور المشروع فيها: عدم التباهي, وعدم التفاخر؛ ولهذا نهي عن تعظيمها, ونهي عن البناء عليها -كما سيأتي في الكتابة عليها-.
(1) (2) البخاري : الجنائز (1390). |