حديث: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « لا يزال الناس بخير، ما عجلوا الفطر »(1) متفق عليه.
وللترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « قال الله -عز وجل-: أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا »(2) .
وحديث سهل بن سعد: « لا يزال الناس بخير »(1) هذا في الصحيحين، وعند أحمد زيادة « وأخروا السحور »(3) وعند أبي داود: « لا يزال هذا الدين قائما، ما لم يؤخر الفطر، حتى تشتبك النجوم »(4) .
حديث أبي هريرة الذي بعده: « أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا »(2) في سنده ضعف؛ لأنه من طريق قرة بن عبد الرحمن حيويل المعافري، وله مناكير.
لكن هذا الخبر شواهده كثيرة، ومنها حديث ابن عباس عند أبي داود الطيالسي، أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: « إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، وأن نؤخر سحورنا، وأن نضع أيماننا على شمائلنا »(5) يدل على أنه مستحب.
وثبت في صحيح مسلم، من حديث عائشة، أنها قيل لها في رجلين من أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام-: رجل يعجل الفطر، ويعجل الصلاة، ورجل يؤخر الفطر، ويؤخر الصلاة، قالت: من الذي يعجل الفطر، ويعجل الصلاة؟ قالوا: عبد الله بن مسعود، قالت: هكذا كان يفعل -عليه الصلاة والسلام-.
فالسنة تعجيل الفطر، وتأخير السحور، « ولم يكن بين فطره -عليه الصلاة والسلام- ودخوله في الصلاة إلا نحو خمسين آية »(6) كما في الخبر في الصحيحين، عن زيد بن ثابت، حينما سأل أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فهذا هو السنة.
فيعجل الفطر، ولو أكل شيئا يسيرا، ثم بعد ذلك إلى الصلاة، يأخذ بقدر ما يسد جوعته ونهمته، ويؤخر السحور.
وفي حديث عمرو بن العاص عند مسلم أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: « فصل ما بين صيامنا، وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر »(7) يعني: وجبة السحور، وقال -عليه الصلاة والسلام-: « لا تدعوا السحور، ولو أن يتجرع أحدكم جرعة من ماء »(8) عند أحمد.
وجاء في أخبار عدة، منها حديث عرباض بن سارية، أن السحور هو الغذاء المبارك، أو الغداء المبارك، ففيه بركة.
(1) البخاري : الصوم (1957) , ومسلم : الصيام (1098) , والترمذي : الصوم (699) , وابن ماجه : الصيام (1697) , وأحمد (5/337) , ومالك : الصيام (638) , والدارمي : الصوم (1699). (2) الترمذي : الصوم (700) , وأحمد (2/329). (3) أحمد (5/147). (4) أبو داود : الصلاة (418) , وأحمد (4/147). (5) (6) البخاري : الصوم (1921) , ومسلم : الصيام (1097) , والترمذي : الصوم (703) , والنسائي : الصيام (2156) , وابن ماجه : الصيام (1694) , وأحمد (5/182) , والدارمي : الصوم (1695). (7) مسلم : الصيام (1096) , والترمذي : الصوم (709) , والنسائي : الصيام (2166) , وأبو داود : الصوم (2343) , وأحمد (4/197) , والدارمي : الصوم (1697). (8) أحمد (3/12). |