حديث حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة
وعنه -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلاً يقول: « لبيك عن شبرمة. قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي، أو قريب لي. فقال: أحججت عن نفسك؟ قال: لا. قال: حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة »(1) .
رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان، والراجح عند أحمد وقفه.
والذي وصله ثقة، وفيه دلالة على أن من لم يحج عن نفسه، فلا يحج عن غيره.
ولهذا سمع النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الرجل يقول: « لبيك عن شبرمة. قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو صديق. قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا. قال: حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة »(2) وفي لفظ آخر قال: « اجعل هذه عن شبرمة، ثم حج عن نفسك »(3) .
فمن لم يحج عن نفسه فلا يحج عن غيره، ولو فرض أنه دخل في النسك وهو لم يحج عن نفسه، فبلغته السنة أنه يجب عليه الحج -فإن عليه أن يحج عن نفسه، وتكون هذه عن نفسه، ولو أنه حج عن غيره ولم يحج عن نفسه، فرجع وفرغ من الحج، نقول له: ما وقع من الحج فإنه عنك.
وهذا من غرائب المسائل في باب الحج، ففيه غرائب من المشاهد، ولعله يأتي شيء منه: وهو أن العمل بعد الفراغ منه، ينقلب انقلابًا تامًا من شخص إلى شخص، بل إن العمل ينقلب من كونه ركنا إلى كونه مستحبا، هذا في الحج.
المقصود أنه إذا لم يحج عن نفسه، فعليه أن يحج عن نفسه، ثم بعد ذلك يحج عن غيره.
(1) أبو داود : المناسك (1811) , وابن ماجه : المناسك (2903). (2) أبو داود : المناسك (1811) , وابن ماجه : المناسك (2903). (3) أبو داود : المناسك (1811) , وابن ماجه : المناسك (2903). |