حديث وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- خالفهم، فأفاض قبل أن تطلع الشمس
وعن عمر -رضي الله عنه- قال: « إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- خالفهم، فأفاض قبل أن تطلع الشمس »(1) رواه البخاري.
وحديث عمر-رضي الله عنه- هذا في بيان أن كفار قريش كانوا لا يخرجون من المزدلفة، حتى تطلع الشمس، ويقولون: إذا كانت الشمس كالعمائم على رءوس الجبال نخرج ويخرجون، ويقولون: أشرِق ثبير، وفي رواية عن أحمد وابن ماجه "كي ما نغير" فإذا أشرق وطلعت الشمس على رأسه ورأوها.
وثبير هو الجبل الممتد من الشرق إلى الغرب، ويحد منى من جهة الجنوب، وهو كما قال: وهو على يسار الداخل إلى منى، وهو الجبل الواضح الذي يأتيك على يسارك وأنت آت من مزدلفة إلى منى، الجبل الطويل، الممتد العظيم هذا يسمى ثبير، سمي ثبير قيل: إنه سمي ثبير باسم رجل من هذيل دفن في سفح الجبل، فسمي به، اسمه ثبير.
فخالفهم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكان من هديه مخالفة المشركين في أحواله كله، وكان يوافق أهل الكتاب، ويحب موافقتهم في أول الأمر، ثم بعد ذلك أمر بمخالفة جميع أصناف الكفرة، من المشركين وغيرهم، فخالفه في هديهم -عليه الصلاة والسلام-، وخرج من المزدلفة قبل طلوع الشمس، لما أسفر جدا.
(1) البخاري : الحج (1684) , والترمذي : الحج (896) , والنسائي : مناسك الحج (3047) , وأبو داود : المناسك (1938) , وابن ماجه : المناسك (3022) , وأحمد (1/50). |