تعريف الذكاة وما تجوز فيه الذكاة
الفصل الذي بعده يتعلق بالذكاة.
يقول: "لا يباح حيوان يعيش في البر إلا بذكاة غير جراد ونحوه" يظهر أن كلمة الذكاة سقطت, أي: لا يباح بغير ذكاة حيوان يعيش في البر غير جراد ونحوه. يعني: فصل في الذكاة، الذكاة: هي الذبح بالسكين ونحوها.
الجراد يباح أكله لحديث ابن عمر: « أُحِلَّت لنا ميتتان ودمان, أما الميتتان: فالجراد والحوت »(1) يعني: السمك لا يحتاج إلى ذكاة، وأما الدَّمان: فالكبد والطِّحال فأما غيره من الحيوانات فلا بد من الذكاة, قال الله -تعالى: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾(2) أي: هذه المحرمات من قوله -تعالى: ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾(2)
هذه كلها محرمة "إلا ما ذكيتم", والمنخنقة: التي تختنق بحبل فإن أدركوها قبل أن تموت وذكوها -يعني: ذبحوها- فهي حلال، الموقوذة: التي تُرمَى بحجارة مثلا، فإذا ماتت قبل أن يذبحوها فهي حرام، فإن أدركوها حية وذبحوها، وتحركت عند الذبح فهي حلال.
المتردية: التي تسقط من رأس جبل, فإذا ماتت قبل أن تصل إلى الأرض حَرُمَت فإن أدركوها وهي حية وذكوها فهي حلال.
والنطيحة: التي تنطحها شاة أو بقرة، وتموت بالنطح، فإن أدركوها وذكوها فهي حلال.
وأكيلة السبع: التي ينهشها السبع -الذئب مثلا أو الأسد أو النمر- ويجدونها قد نهشها، فإن أدركوها حية وذبحوها فهي مذكاة.
(1) ابن ماجه : الأطعمة (3314) , وأحمد (2/97). (2) سورة المائدة: 3 |