الأيمان
تعريف الأيمان ولماذا سميت يمينا
(باب الأيمان) من حلف بغير الله أو بصفة من صفاته أو القرآن فمن حلف وحنِث وجبت عليه الكفارة ولوجوبها أربعة شروط: فصل عقد اليمين، وكونها على مستقبل، ولا تنعقد على ماض كاذبا عالما به وهي الغموس، ولا ظان صدق نفسه فيبين بخلافه، ولا على فعل مستحيل، وكون حالف مختارا وحنثه بفعل ما حلف على تركه، أو ترك ما حلف على فعله غير مكره أو جاهل أو ناسٍ، ويسمى حنث، ويكره بر إذا كانت على فعل مكروه أو ترك مندوب، وعكسه بعكسه، ويجب إن كانت على فعل محرم أو ترك واجب، وعكسه بعكسه.
(فصل) وإن حرم أمته أو حلالا غير زوجة لم يحرم، وعليه كفارة يمين إن فعل، وتجب فورا بحنث، ويخير فيها بين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم كسوة تصح بها صلاة فرض، أو عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز ففطرة صامَ ثلاثة أيام متتابعة، ومبنى يمين على العرف ويرجع فيها إلى نية حالف ليس ظالما إن احتملها لفظه كنيته ببناء وسقف وبناء
(فصل) النذر مكروه ولا يصح إلا من مكلف, والمنعقد ستة أنواع: المطْلق: كـ"لِلَّه عليَّ نذر إن فعلت كذا" ولا نية فكفارة يمين إن فعله.
الثاني: نذر لجاج وغضب، وهو تعليقه بشرط، يقصد المنع منه أو الحمل عليه: فإن كلمتك فعلي كذا، فيخير بين فعله وكفارة يمين.
الثالث: نذر مباح كـ"لله علي أن أنقص ثوبي" فيخير أيضا.
الرابع: نذر مكروه، كطلاق ونحوه فالتكفير أولى.
والخامس: نذر معصية، كشرب خمر فيحرم الوفاء و التكفير.
السادس: نذر تبرر كصلاة وصيام واعتكاف بقصد التقرب من الله مطلقا أو معلقا بشرط كـ"إن شفى الله مريضي فلله علي كذا" فيلزمه الوفاء به، ومن نذر الصدقة بكل ماله أجزأه ثلثه، أو صوم شهر ونحوه لزمه التتابع لا إن نذر أياما معدودة، وسُنَّ الوفاء بالوعد وحرم بلا استثناء
الأيمان: جمع يمين، يقال له: القسم. قال الله -تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾(1) أي: اجتهادا في أيمانهم.
ولماذا سُميت يمين؟ لأن المتحالفين يتقابضان بيديهما، كل واحد منهما يمد يده، ويمسك يد الآخر اليمنى، فيقول: أحلف بالله أنني ما قتلت أباك، أو أنني ليس عندي لك مال، أو ما أشبه ذلك، فلما كانت تُقبض بالأيدي … باليد اليمين، سموا الحلف نفسه يمينا، هكذا سبب التسمية.
اسمه الحلف، حلف بكذا: بمعني أقسم، أي: اسمه قسم؛ وذلك لأنه يصير قسما له، أو قسيما.
(1) سورة الأنعام: 109 |