حكم النذر
النذر مكروه، ففي الحديث « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النذر، وقال: إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرَج به من البخيل »(1) .
يعني: أن النذر لا يغير شيئا من الحقائق، ولا يغير شيئا غير ما قدره الله، خلافا لما يعتقده بعض العامة، يعتقدون أن النذر يصير سببا في إجابة الدعاء، أو سببا في شفاء المريض، أو سببا في كثرة الرزق، أو سببا في حصول خير، فيعقد نذوره، فيقول -مثلا-: لله علي إن نجحت في هذا الاختبار أن أتصدق بمائة، يظن أن الله لا ينجحه إلا إذا تصدق.
أو -مثلا- يقول: إن شفا الله مريضي فلله علي أن أذبح شاة وأتصدق بلحمها، يظن أن الله لا يشفي مريضه إلا إذا كان سوف يتصدق.
أو يقول -مثلا-: لله علي إن ربحت في هذه التجارة أن أتصدق بنصف الربح، يظن أن الله لا يربح تجارته إلا إذا كان سوف يتصدق.
الله-تعالى- قدَّرَ ما تقدر، أنت إذا كنت سوف تتصدق بنصف الربح أو بربعه، أو تذبح هذه الشاة أو نحوها، فافعل ذلك دون أن تلزم نفسك، ودون أن تعلق ذلك على هذا الأمر المستقبل؛ فإنه لا يأتي بخير، ولا يقدر شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل، كأن هذا بخيل لم يكن ليتصدق إلا إذا نجح، أو إذا ربح، أو إذا شُفي، أو ما أشبه ذلك.
(1) البخاري : الأحكام (7146) , ومسلم : الأيمان (1652) , والترمذي : النذور والأيمان (1529) , والنسائي : الأيمان والنذور (3782) , وأحمد (5/62) , والدارمي : النذور والأيمان (2346). |