قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس ما كان لأحد أن يهتك عنهم سترا، ولا يظهر منهم عورةً اللهُ أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم.
نعم. ولو كانوا مستترين ببدعتهم، لو كان شخص تأول وأخطأ، ولكنه مستتر ببدعته ما ينشرها، ولا يتكلم، اجتهد وأخطأ، فإن هذا ما قال .. لو كانوا هكذا ما كان لأحد أن يهتك عليهم سترا، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليهم، وقد حصل من علماء المسلمين من لا يسلم من بدعة، ابن حزم لم يسلم من البدعة، ابن عبد البر إمام من الأئمة لم يسلم من البدع، ابن حجر، لكن هؤلاء كانوا معظمين للنصوص، معظمين للنصوص، وجدنا كلامهم أنهم يحبون النص ويعظمونه، لكنه أراد التأول فأخطأ، هذا يقال: هذا خطأ.
أما الشخص الذي أولا لا يعظم النص، مثل أئمة البدع؛ بشر المريسي وأمثاله وعمرو بن عبيدة، ما يعظم النص ولا يحبه أصلا، هذا لا يمكن أن يكون مثل هذا، بعض الناس يقول: ليش تنكرون على هؤلاء وتتركون هؤلاء وعندهم بدع؟ لا، هناك فرق، إذن الفرق الجوهري تعظيم النصوص، إذا وجد شخص يعظم النص ويحبه، ولكنه أخطأ في تأويله، فإنه يبين الخطأ، ولكن صاحبه معذور.
ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بين أن حتى مجتهد قاعدة الاجتهاد والخطأ مجتهد، حتى في الأصول، لكن بهذا الشرط، وانظروا في تفصيل كلامه في منهاج السنة في المجلد الخامس، بيَّن أن حتى الذي يخطئ في المسائل العقدية أنه قد وهناك فرق بين الإثم والخطأ، يقال: هذا خطأ، لكن بينه وبين الله قد يعفو الله عز وجل عنه.
إذن الفرق الأول تعظيم النص، الفرق الثاني مسألة الاستتار والمجاهرة، فيه فرق بين المستور والمجاهر، شخص بينه وبين نفسه يعني يظن أن هذا حق، وشخص لأ مجاهر، هذا فرق.
وفرق ثالث بين الداعي إلى بدعته وغير الداعي.
فإذا عرفت مثل هذه الفروق التي نقلها أهل العلم يتبين لك لماذا يشددون على أناس ويتساهلون مع أناس، وهذا نص عليه حتى عبد الله بن المبارك، قالوا: يا أبا عبد الرحمن، لماذا تجرب على قوم؟ لماذا تترك أناسا، وفلان - سموه - تشدد عليه؟ قال: ألم تره رأسا؟ قال عبد الله بن المبارك: ألم تره رأسا. رأس تسنم هذا الأمر، فأصبحنا بين أمرين؛ إما مصلحة الإسلام العامة، والذب عن دين الله وتصفيته ونفي القذر عنه، وإما مصلحة الشخص هذا وعرضه. تتقدم مصلحة الإسلام العامة. نعم.
|