فاغتنم يا أخي هذا الفضل، وكن من أهله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا، وعظم القول فيه، فاغتنم ذلك وادع إلى السنة؛ حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يكونون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونوا أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر.
نعم. كلام حسن، هذه الرسالة من أحسن الرسائل بين أهل العلم، فيقول: اغتنم ذلك، اغتنم، وكل إنسان يتأمل بهذا الكلام، فإنما العلم بالتفكر والتأمل وتقليب الكلام، الإنسان إن شاء الله يسأل الله أن يكون مثل هؤلاء، يسلك الله في سبيله، فهو يرسل له هذه الرسالة يشد ظهره، يقول: اغتنم ذلك وادع إلى السنة، وأنت على خير، والذي تعمله هذا من أعظم الأعمال، هذا إذا وصلت إلى صاحب السنة خاصة في .. يكون صاحب السنة دائما غريبا، ويكون يسمع أذى كثيرا، ويأتيه معارضات من القتل فما دونه، فإذا كتب له أخوه بمثل هذا الكلام يقوى.
ثم قال - أيضا ملمح طيب - قال: ادع للسنة حتى يكون لك ألفة وجماعة، انظر إلى أناس على مثل طريقتك وعلمهم السنن، علمهم القرآن، علمهم تحريم البدع، لماذا؟ قال: حتى لو حدث بك حدث؛ أتاك أمر الله، مت أو قتلت، يقومون مقامك، فإذا قاموا مقامك كان لك أجر ذلك إلى يوم القيامة، يعني كل ما يعلمونه يكون في من سن لهم هذا الطريق وعلمهم.
ولذلك فإن النبي عليه الصلاة والسلام كل عمل يعمل أهل الإسلام إلى يوم القيامة هو في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم، هو الذي دلنا عليه، هو والحق ...أحدا بمثل أعماله صلى الله عليه وسلم.
فانظروا إلى هذه الملامح بين علماء السنة، مثلا ما ذكر قبل قليل نية قمع البدع، ونية نشر السنة، ونية تقوية أهل السنة وشد ظهورهم، هذا كله عبادات، ومثلا أن يكون الشخص يعلم السنن حتى لو حصل له شيء، خاصة أنه كان في القيروان، وكان الغربة شديدة، بعيدين عن البلدان والأمصار ... التي فيها الحديث ونور النبوة، فيقول: لو حدث بك حدث يكون بعدك أناس يرفعون هذه الراية. نعم.
|