فارفض مجلسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده.
نعم. وهذه خاتمة رسالته هذه. يقول: افعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده، لن يصلح آخر الأمة إلا ما أصلح أولها، لا يقول شخص: سآتي بأمر أحسن، لا. هذا هو ختام هذه الرسالة الطيبة من الأسد إلى الأسد، فنسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى وأن يفقهنا في دينه وأن يهدينا ويسددنا، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
نأخذ بعد الأسئلة وننتهي إلى العاشرة والربع، لا نجاوزه إن شاء الله، خمس دقائق أو عشر، نعم.
أسئلة كثيرة تسأل عن الكتاب وتحقيقاته وشروحه.
الكتاب - سلمكم الله - له ثلاث طبعات: طبعة شامية، وطبعة مصرية، وطبعة كويتية، الشامية هي الأولى، طبع قبل سبعين سنة أو أكثر، طبع في دمشق عام 1349هـ، قديم جدا، بتحقيق أحمد دهمان، وهو - جزاه الله خيرا - يعني حريص؛ حقق سنن الدارمي، وحقق .. لكن هو يعني فيه أخطأ كثيرة جدا هذا، ولكنه حسن.
ثم طبعه أخ كويتي اسمه بدر البدر في طبعة أيضا أخرى، ولكن أيضا فيها أخطاء، لا من حيث الضبط، ولا من حيث التخريج، ولا من حيث مقابلة النسخ.
وأيضا حقق شخص ثالث مصري وهو الأخ عمرو عبد المنعم سليم، وهي أيضا تشبه الطبعات السابقة، فهو يحتاج إلى مقابلة نسخ وضبط للنص، كل النسخ الثلاثة فيها سقط وفيها تصحيف، أو فيها تشكيل حركات غير صحيح، والتحقيقات أيضا ليست بتلك القوة، فهو إلى الآن ما خدم هذا الكتاب العظيم.
وأنا سألت كثيرا من الإخوة في قسم العقيدة هنا وفي غير الرياض: هل هو ذو رسالة علمية؟ ما أحد أفادني إن فيه رسالة علمية، فالكتاب لم يخدم خدمة يعني تليق به، وهو من كتب السنة.
هذا الكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يكثر النقل منه، وأنتم اللي له عناية بكتب الشيخ محمد تجدون دائما: خرجه الوضاح، قال ابن الوضاح، خرجه ابن وضاح. .. دائما.
وكذلك الأئمة بعده، في كتاب فضل الإسلام، كتب كثيرة ينقلون عنه، عن كتاب ابن وضاح هذا، فله قدر عظيم عندهم، لكن كما قلت: لم يخدم، هذه ثلاث تحقيقات، وأنا لم أر شيئا يعني ... لا الأخ الشامي ولا الأخ المصري ولا الأخ الكويتي، ما رأيت يعني أنه تحقيق شاف، لا من حيث ضبط النص، ولا من حيث التحقيق، والاعتماد على كلام المتقدمين في الكلام على الأحاديث، لكن مع مقابلة النسخ لديهم بعض الأخطاء. نسأل الله أن يهيئ له من يخدمه خدمة تليق به. نعم.
س: أحسن الله إليك، ذكرت أبو بكر الباقلاني، فهل هو من أهل البدع؟ يقول: سمعت أن عمر رضي الله عنه قبَّله بين عينيه.
ج: لا الأخ وهم يعني يظن الباقلاني.. الباقلاني ما أدرك عمر. يقول: عمر قبل الباقلاني بين عينيه. الأخ وهم، لكن الباقلاني ذكره ابن تيمية وغيره من أئمة الكلام، وإن كان له ردود على النصارى ومناظرات مشهورة وعلى اليهود، لكن بالنسبة للآراء الاعتقادية التي عنده تخالف أئمة السلف في كثير من الأشياء، وهو اشتهر بالرد على النصارى، وله المناظرات الشهيرة معهم، وهو صاحب جدل، وصاحب سرعة بديهة، ذكر شيخ الإسلام ذكر كثيرا عنه يعني نعم.
س: أحسن الله إليك: ذكرت فرقا بين الشيعة والرافضة عند السلف، نريد التوضيح؟
ج: الشيعة عند السلف اللي كانوا في العراق كان عندهم مسألة تفضيل علي على عثمان، بعضهم قد يعني يفضل علي على الشيخين مثلا، هذا غاية ما يصلون إليه، أما مسألة أن القرآن ناقص، مسألة أن الصحابة ارتدوا كلهم إلا سبعة، مسألة التدين بلعن الصحابة والبراءة منهم، ومسألة أن جبريل أخطأ في الرسالة، هذه أشياء لا يقول بها أحد من أهل الإسلام أصلا.
إنما الشيعة التي يتكلمون عنهم هم الذين خرجوا بعد مقتل علي، وأيضا مقتل الحسين. وأكثر ما اشتهروا في الكوفة، كان فيه تشيع، بدأ التشيع يسيرا، حتى بعض السلف كان يفضل عليا على عثمان، ثم انقرض هذا المذهب، وهو الصحيح تفضيل عثمان كما قال ابن عمر: كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أفضل الأمة بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت، ما في شك أن عثمان أفضل، فكان فيهم هذا الشيء، ثم بعضهم زاد، وهذا ليس من السلف، زاد مسألة تفضيله على الشيخين، فقط هذا الذي ...يصلون إليه، هذا التشيع الذي كان يعرف، يعني الغلو في محبة آل البيت وتفضيلهم على غيرهم، وهذا الذي هو من الثلاث وسبعين فرقة، أما كما قلت لكم الذين لا يجتمعون معنا في القرآن، إذا احتججت عليهم بالقرآن يقولون: القرآن ناقص، وكتب السنة عندنا لا يعترفون بها البخاري ومسلم وإلى آخره، ما يعترفون بها، يقولون: عندنا كتب أخرى، الصحابة كلهم مرتدون إلا سبعة، وينبني على ذلك أن ما نقله الصحابة ليس بصحيح!
هذا كيف يجتمع معنا ؟! حتى لا يوجد أرض مشتركة تجمعنا معه، لا قرآن ولا سنة يوافقونا، فالتلفظ المنحرف الغالي هذا لا يتكلم مع أهل السنة، هذا كما ابن المبارك: ليس من هذه الأمة أصلا، جميع الرافضة ليسوا من هذه الأمة أصلا. نعم.
س: أحسن الله إليك، يقول: بعض الأسانيد ابتدأت بقوله: حدثنا محمد بن وضاح.
ج: تعرفون طريقة الكتب، يعني هذا الكتاب أُخذ بالإسناد إلى التلميذ، ثم أخذ إلى أصبغ هذا، يعني أول الكتاب .. هذه طريقة الكتب، أصبغ بن مالك هذا هو سمع هذا الكتاب كاملا عن محمد بن وضاح ثم كتبه، فيقول النساخ: حدثنا حدثنا إلى أن قالوا: حدثنا أصبغ بن مالك اللي هو التلميذ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، ثم ساقوا الكتاب كاملا، هذه طريقة معروفة عند أهل التصنيف. نعم.
س: أحسن الله إليك، هل للبدعة شروط أو علامات تعرف بها، بعض الناس يفعلونها عن طريق حسن النية.
ـ ماذا؟
ـ يقول: هل للبدعة شروط أو علامات؟
ج: والله يا إخواني مسألة تمييز البدعة من السنة هذه أهم مسألة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: وأهم مسألة في هذا الباب تمييز السنة عن البدعة، ونحن إن شاء الله سنذكر ضوابط في هذا؛ لأن فيه بعض الناس وسعوا السنة فأدخلوا فيها بدعا، وفيه بعض الناس وسعوا البدعة فأدخلوا فيها سننا، وكل أئمة السنة حاولوا، وبعضهم مكمل بعض، شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء ذكر ضوابط جيدة تحتاج إلى من يكملها ويوضحها، الشاطبي في الاعتصام ذكر ضوابط جيدة في تمييز ما هي البدعة، وإن شاء الله سنبين هذا، وأحسن تعريف للبدعة هو تعريف النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة: « من أحدث »1 هذا الشرط الأول، أحدث، أمر جديد، « في أمرنا هذا »2 هذا الشرط الثاني أن تكون الإحداث في الدين، النبي صلى الله عليه وسلم أمره ليس بدنيا، أحدثوا في الدنيا ما شئتم، كنتم تركبون الجمال اركبوا سيارات، كنتم توقدون .. أوقدوا بالكهرباء، هذه أحداث في أمركم أنتم؛ لأنه قال: « أنتم أعلم بشئون دنياكم »3 .
لكن قال: « أحدث في أمرنا هذا »1 ما هو الأمر اللي تميز به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره؟ الدين.
إذن أحدث اخترع ابتدع في أمرنا هذا « ما ليس منه »4 هذا الشرط الثالث، يعني ما ليس منه يعني لا يدل على إحداثه لا دليل خاص ولا دليل عام؛ لأنه قد يكون الذي يقوله فيه دليل خاص، فلا تكون بدعة، تكون سنة، وقد يكون له دليل عام، وهذا له تفاصيل عند.. فإذن هذا هو الشروط التي يطلبها السائل: « من أحدث »1 الشرط الأول « في أمرنا هذا »2 الشرط الثاني « ما ليس منه فهو رد »4 أي مردود عليه.
والرواية الأخرى تبين أصناف البدعة، في الرواية هذه « من أحدث »1 وفي الرواية الثانية: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا »5 فالرواية الأولى هي في البدعة الأصلية، الإحداث، والرواية الثانية هي في البدعة الوصفية، الوصفية يعني ليس هو الذي أحدث لكنه عمل بها.
وكذلك ليس إحداثا فإنما غُيرت بمعنى ذكر الله عز وجل ليس إحداثا، لكن كونه في زمان معين ومكان معين وهيئة معينة والالتزام بذلك هذه بدعة، يأتيك شخص ويقول: كيف تنكر عليهم؟! هؤلاء يقرءون القرآن! نقول: يقرءون القرآن على هيئات المبتدعة.
واضح هذا؟ فإذن « من أحدث »1 أتى بأمر جديد، « من عمل »5 قد يكون الأمر سنيا لكنه عمله عملا ليس عليه أمرنا، إما في زمانه أو في مكانه أو في قدره أو في كيفيته أو في سببه أو في جنسه، ستة أشياء، هذا فهو رد.
وإن شاء الله، لعل إن شاء الله نذكر فيها ... يعني ضوابط جيدة، لأن أهم شيء هذا الكتاب وكتاب الطرطوشي وكتاب ابن وضاح فيه ملامح طيبة لكن تمييز ما هي البدعة يحتاج إلى ضبط، وأحسن من كتب من المعاصرين فيها كتاب صغير اسمه معرفة قواعد البدع، للأخ محمد بن حسين الجزاني أو الجازاني، وهذا كتاب جيد الصراحة، جمع كلام ابن القيم وابن تيمية وابن الشاطبي، وهو له رسالة دكتوراة اسمها معالم أصول الفقه عند ابن تيمية وابن القيم، فهو مختص بابن تيمية وابن القيم، وطبعت لابن الجوزي حديثا، وأنا رأيت الكتاب من أفضل ما رأيت في تمييز البدعة عند المعاصرين، اسمه معرفة قواعد البدع لمحمد بن الحسين الجازاني أو الجزاني. نعم.
س: أسئلة تدور حول: هل هناك بدعة سيئة وحسنة؟ وقول عمر في صلاة التراويح: نعمت البدعة هذه.
ج: هذه تحتاج هذه إلى يعني كلام طويل، إن شاء الله يكون لها مجال، أما كون فيه بدعة حسنة وسيئة فلا؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: « كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة »6 البدعة الشرعية، كل بدعة فهي ضلالة، فليس هناك بدعة حسنة ولا سيئة.
وأما إذا كان من حيث اللغة أنها تسمى بدعة لغة، ولكن ليست اللغة البدعة التي نريدها، فقد يكون هناك شيء هُجِرَ ثم أُحيي، فيظنه الناس أنه إحداث وهو ليس إحداثا، أما البدعة فإن كلها ضلالة وكل ضلالة في النار، بل أشد من ذلك مثل العز بن عبد السلام والقرافي قسموا البدعة على الأحكام الخمسة، قالوا: فيه بدعة واجبة، وفيه بدعة مستحبة، وفيه بدعة محرمة، وفيه بدعة مكروهة، وفيه بدعة مباحة، هذا خطأ، رد عليهم الشاطبي بقوة في موافقاته في الاعتصام قال: خطأ، هذا كله من الترف العلمي للتصديق، قد نتفق في المعنى لكن هذا خطأ، هذا خطأ تقسيم الأصناف الخمسة، كل بدعة ضلالة.
وأما فعل عمر وكذا فله محمل عند السلف وهو المعروف، أن قول: نعمت البدعة، يعني: إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة من حيث اللغة، كما قال ابن رجب، وانظر إلى كلامه في جامع العلوم والحكم، كلام ابن رجب، عمر لم يبتدع، القيام في رمضان والاجتماع له كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك مانع للاستمرار وهو خشية أن يفرض، فلما زال المانع أحيا عمر السنة من جديد، فقط. نعم.
س: أسئلة تدور حول ما يفتتح به بعض البرامج من تلاوة لكتاب الله عز وجل، أو طلب من أحد الأشخاص يقرأ القرآن في أول فقرة أو إذاعة أو ما إلى ذلك؟
ج: والله هذه يكرهها كثير من العلماء المعاصرين الراسخين في العلم، مسألة أن يلتزم في كل برامج أو حفل أن يقرأ آيات من القرآن لتعطير المجلس ما أنزل القرآن لهذا؛ إنما أنزل القرآن للتدبر، للعمل، حتى لو وصل ... يكره القراءة في الطرقات، يعني وهو يمشي أو في أماكن لا تليق بالقرآن، قال الإمام مالك: ما أحسن هذا. سمع من أفتوا به ... قال: ما أحسن هذا.
القرآن إنما أنزل للتدبر ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ﴾7 لماذا ﴿ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾7 وكونه للتعطير، تعطير المجلس، أو كونه للتطريب، أو كونه للطرب يعني التنعم بالنغمات أو بحسنه، لا، القرآن يحيي الأمم، فكثير من العلماء أنكر هذا، وقال: لا، كل حفل وكل هذا يؤتى بالقارئ يقرأ وهم لا يستمعون ولا يتعظون. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
من الفوائد التي مرت معنا بالأمس أولا: تعريف البدعة، وتقدم أن أفضل تعريف لها هو تعريف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »8 فهذه ثلاثة قيود، إذا توفرت هذه الشروط الثلاثة أصبح الأمر بدعة:
الأمر الأول: أحدث، بمعنى ابتدع اخترع ابتكر، أتى بشيء جديد، هذا معنى الإحداث، قد يكون الإحداث في الأصل أحدث عبادة أو شيئا جديدا من أصله، وإن شاء الله عندما نقرأ نبين كل بدعة ينكرها السلف، نبين ما هي الأقسام.
وقد يكون الإحداث في الوصف، بمعنى أن العبادة مشروعة، ولكنه أحدث فيها وصفا جديدا، بمعنى قيّدها بالزمان، وهي لم تكن مقيدة، أو قيدها بمكان أو بعدد أو بكيفية معينة، أو كانت العبادة مطلقة وجعلها ملزمة، التزم، المقصود أنه غير في هيئة العبادة، هذا يعتبر أيضا إحداثا. هذا القيد الأول.
والثاني: قوله عليه الصلاة والسلام: « في أمرنا هذا »2 أي: في الدين؛ لأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم هو الدين، وليس الدنيا، الدنيا « أنتم أعلم بأمور دنياكم »9 وإنما هو الدين. « في أمرنا هذا »2 هذا القيد الثاني، إذا كان الإحداث في الدين، العبادة، في نظام الإسلام العام في ..، هذا هو، أما في أمور الدنيا ما في بأس.
وكذلك في الحديث الآخر قوله: « كل محدثة »6 هذا بدعة، وقوله عليه الصلاة والسلام: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور »10 يعني محدثات الأمور في السنة نفسها، سنتي أو سنة الخلفاء الراشدين، محدثات الأمور فيها.
والقيد الثالث: قوله عليه الصلاة والسلام: « ما ليس منه »4 بمعنى أن هذا الإحداث لا يدل عليه دليل، لا خاص ولا عام، ليس له دليل، فإذا توفرت هذه الشروط الثلاثة فالأمر بدعة، فهو رد.
وهذا الحديث من أركان الدين، وهذا الحديث يدور عليه الإسلام، بعضهم يعتبره نصف الإسلام، والنصف الثاني « إنما الأعمال بالنيات »11 ؛ لأن الإسلام إخلاص ومتابعة، والأعمال بالنيات في الإخلاص، وحديث عائشة في المتابعة.
والفرق بين الروايتين أن الرواية الأولى: « من أحدث »1 تدل أصلا على البدعة الأصلية، والرواية الثانية: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »5 تدل البدعة الإضافية أو الوصفية، عمل عملا، قد لا يكون هو أحدث ولكنه عمل هذا العمل وهو مخالف لما عليه أمرنا، وهو الإسلام.
هذا من أهم الفوائد التي تقدمت بالأمس لأن بعض إخوانكم يريد تقييد الفوائد.
وذكرنا أيضا أن الرسل إنما بعثت حتى ترد الناس للأمر الأول، الناس كلهم كانوا على التوحيد عشرة قرون، فأول ما بدأ الخلل عندهم ببدعة، والبدع بريد الكفر، أول ما بدأ الخلل في بني آدم ببدعة، وهي بدعة الصور وتعليق الصور، أحدثها الشيطان فيهم لما ذهب العلم كما قال ابن عباس، وهذا أيضا من الفوائد؛ أن البلد أو الزمان الذي يكون فيه علم وفيه نور للنبوة لا يستطيع الشيطان أن يحدث فيه، وسترون الآن كيف فعل العلماء، وسترون آثارا في هذا الكتاب تشرح صدور المؤمنين وتبين لهم المنهاج الصحيح.
والمقصود قال ابن عباس: لما ذهب العلم - ...دروس العلم - وذهب العلماء، أحدث الشيطان فيهم هذا الأمر، ثم بعد ذلك يحدث الشرك في الجيل الذي بعدهم، فعند ذلك بعث الله الرسل مبشرين ومنذرين؛ حتى يردوا الناس للأمر الأول، الأمر الأول.
وذكرنا أن الشيطان قال: إن بني آدم أهلكوني بالاستغفار، وأهلكتهم بالذنوب، وسأبث فيهم أمرا لا يستغفرون منه. فبَثَّ فيهم هذه الأهواء، يسعوْن فيها ويجتهدون ويركضون ويسارعون ويجمعون، وهم ضالون، لا يستغفرون، لا يستغفرون منه، نعوذ بالله من ....
وكذلك من الفوائد التي مرت معنا قول عبد الله بن مسعود: إن لله عند كل بدعة كِيد بها الإسلام وليا من أوليائه ينطق بعلامتها ويذب عن السنة. فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله، فهذا هو الذي يذهب البدع ويحيي السنن: نشر الدين، نشر السنن، ترك الجدل والمراء والخصومات والبغضاء، هذه من أهم ما تقدم، والباقي موجود، إن شاء الله الآن نبين على طريقة الفوائد يعني من أراد التقييد. نعم.
1 : البخاري : الصلح (2697) , ومسلم : الأقضية (1718) , وأبو داود : السنة (4606) , وابن ماجه : المقدمة (14) , وأحمد (6/270). 2 : البخاري : الصلح (2697) , ومسلم : الأقضية (1718) , وأبو داود : السنة (4606) , وابن ماجه : المقدمة (14) , وأحمد (6/270). 3 : مسلم : الفضائل (2363). 4 : البخاري : الصلح (2697) , ومسلم : الأقضية (1718) , وأبو داود : السنة (4606) , وابن ماجه : المقدمة (14) , وأحمد (6/270). 5 : مسلم : الأقضية (1718) , وأحمد (6/146). 6 : أبو داود : السنة (4607) , والدارمي : المقدمة (95). 7 : سورة ص (سورة رقم: 38)؛ آية رقم:29 8 : البخاري : الصلح (2697) , ومسلم : الأقضية (1718) , وأبو داود : السنة (4606) , وابن ماجه : المقدمة (14) , وأحمد (6/256). 9 : مسلم : الفضائل (2363) , وابن ماجه : الأحكام (2471) , وأحمد (6/123). 10 : الترمذي : العلم (2676) , وأبو داود : السنة (4607) , وابن ماجه : المقدمة (42) , وأحمد (4/126) , والدارمي : المقدمة (95). 11 : البخاري : بدء الوحي (1) , ومسلم : الإمارة (1907) , والترمذي : فضائل الجهاد (1647) , والنسائي : الطهارة (75) , وأبو داود : الطلاق (2201) , وابن ماجه : الزهد (4227) , وأحمد (1/25).
|