حدثنا أسد عن أبي هلال قال: حدثنا قتادة عن حذيفة بن اليمان قال: اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا، فإن أصبتم فقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن أخطأتم فقد ضللتم ضلالا بعيدا.
نعم، وهذا أيضا كل كلامهم يدور على ...، الآن تأتينا آثار كلها نفس الطريقة: يا أيها الناس، يا أمة محمد، شبابا وشيبا، اتبعوا آثار الصحابة في الدين، لن يصلح آخر الأمة إلا ما أصلح أولها، فإن فعلتم ذلك والله لقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن تركتم طريقهم وجرتم يمينا أو شمالا، في أي أمر، فقد ضللتم ضلالا بعيدا.
ولذلك تعرفون الأثر الذي عن سفيان الثوري، وهو أثر حسن جميل يعني ينتخب وينتقى ويحفظ: أن رجلا قال: يا أبا عبد الله ـ سفيان الثوري ـ سبقونا الصحابة سبقونا بالعمل لا نستطيع أن نلحق بهم، نحن على آثارهم على حمير دبرة ـ عرجاء ـ يعني يتصور الأمر تصوير حسي يقول: كأنهم في طريق بعيد ونحن خلفهم على حمير عرجاء دبرة ـ فيها الدبر ـ فماذا قال سفيان الثوري؟ قال: ما أحسنها إذا كانت على الطريق، لو كانت عرجاء، لو كانت دبرة، إذا كانت ماسكة في الطريق ما أحسنها ستصل اليوم أو غدا، المشكلة لو كانت خيلا سريعة ولكنها تركت الطريق وجارت يمينا وشمالا، إلى أين تؤدي بك؟ فقال سفيان: ما أحسنها إذا كانت على الطريق، فهذا قول سفيان، وقول حذيفة، وقول عبد الله بن مسعود: يا معشر القراء، يا أمة محمد، يقول حذيفة: اتبعوا آثارنا ـ أصحاب محمد ـ اجعلونا أئمتكم، إن كنتم تزعمون أنكم تهتدون بنا وتقتدون بنا، ولا تبتدعوا ـ لا تحدثوا في الدين ـ لا صغيرا ولا كبيرا، فإن فعلتم سبقتم سبقا بعيدا، كما يقول السلف: اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة. كونك على الطريق وعلى السنة ـ ولو كان عندك تقصير ـ أحسن من اجتهاد في بدعة، ولنا مثل بالخوارج، صلاتهم وصيامهم وقراءتهم، وما نفعتهم.
نعم.
|