وحدثنا موسى عن ابن مهدي، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب ومورق قال: يكره اختصار السجود ورفع الأيدي والصوت في الدعاء.
نعم سعيد بن المسيب، أو المسيب هذا من أفضل التابعين، إن لم يكن أفضلهم، وهو إمام أهل المدينة، وكان أشبه الناس بالصحابة - رضي الله عنه - ورحم أبا محمد، ومورق العجلي من أهل العراق أيضا من العباد سئل عن اختصار السجود، اختصار السجود هو أن يتعمد الإنسان الآيات التي فيها سجدة ويسجدها اختارها، يجلسون ثم يقرءون السجدة التي في الإسراء ويسجدون, السجدة التي في مريم ويسجدون هكذا، يختارون يتعمدون هذا محدث، هذا محدث ما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أصحابه، وإنما كانوا يقرءون القرآن كله فإذا مرت سجدة سجدوا، واضح، وهذا موجود بعض العامة هداهم الله، تجده يجلس في المسجد ويسجد بكثرة، فإذا سألته ...ويله ينتقل يذهب الآية التي فيها سجدة فيسجد، وهذا خطأ هذا محدث.
وبعض الناس يظن أن قراءة سورة السجدة في فجر الجمعة إنما من أجل السجدة، فإذا طالت عليه سورة السجدة اختار آيات فيها السجود، وهذا أيضا خطأ، وبعض الناس بالعكس يقرأ السورة فإذا أوشك على السجدة ركع، يقول: لأني أخشى أني يعني أشق على الناس يسجدون، وأنا رأيت بعض الناس يقرأ سورة النجم فإذا بلغ: ﴿ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾1 يركع يترك الآية الأخيرة يقول: إني إذا قرأتها سأسجد، ثم أقوم، ثم أركع، لا الصحيح أن السجود ليس بواجب، ليس بحتم كما قال، أما أن تتعمد أن تتركها هذا مثل الذي يتعمد أن يقرأها، أو يقرءون العلق، ولا يقرءون آخرها، وبعض الأئمة، أيضا يهجر السورة التي فيها سجدة طوال السنة، يقول: حتى لا أشق على العامة. هذا خطأ أيضا، تجد كثير من الناس يقول ما نسمع سورة ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾2 و ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾3 وأمثالها ما نسمعها إلا في رمضان، أما باقي السنة ما تقرأ، يعني يخشون من السجود، لا بد أن يعلموا الناس السنن أمره سهل، يسجد ثم يقوم ثم يركع.
وأما رفع الأيدي فالأيدي ثابت في الدعاء، أما الاستماع على هيئة الاستماع ورفع الصوت، ورفع الأيدي هكذا، أو رفعه في الخطب هذا لم يثبت، أما مسألة الإنسان إذا دعا يرفع يديه هذا فيه أحاديث كثيرة ذكرها أمور مجموعة من عدة طرق قرابة المائة، « إن الله يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردها صفرا »4 ومن هذا الجنس كثير.
لكن الذي أنكروا أنهم كانوا يستمعون، ثم يرفعون الأيدي، ويرفعون الصوت بالدعاء، هذا لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخير الهدي هديه - صلى الله عليه وسلم -، فمسألة الإنسان إذا دع يرفع يديه، هذا فيه أصل ثابت، أما مسألة الاجتماع، ثم رفع الأيدي في أثناء الاستماع، ورفع الصوت هذه مختلفون، نعم.
1 : سورة النجم (سورة رقم: 53)؛ آية رقم:57 - 61 2 : سورة العلق (سورة رقم: 96)؛ آية رقم:1 3 : سورة النشقاق (سورة رقم: 84)؛ آية رقم:1 4 : الترمذي : الدعوات (3556) , وأبو داود : الصلاة (1488) , وابن ماجه : الدعاء (3865) , وأحمد (5/438).
|