حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا المُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ عَنْ يُونُسَ بنِ عُبَيْدٍ عنِ ابنِ سِيرينَ قالَ: أَخْبَرني أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ حُذَيْفَةَ قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلى حُذَيْفَةَ بنِ اليَمانِ وأبو موسى الأشعري قاعدٌ فقالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً ضَرَبَ بِسَيْفِهِ غَضَباً لله حتى قُتِلَ، أينَ هو، أفي الجَنَّةِ أَمْ في النَّارِ؟ فقالَ أبو موسى: في الجنَّةِ، فقالَ حذيفة: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ ما تَقُولُ؟ قالَ أبو موسى: سُبْحَانَ الله! كيفَ قلتَ؟ قالَ: قُلتُ: رَجُلٌ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ غَضَباً لله حتى قُتِلَ، أفي الجَنَّةِ أم في النَّارِ؟ فقالَ أبو موسى: في الجَنَّةِ. قالَ حُذَيْفَةُ: اسْتَفْهِمِ الرَّجُلَ وَأَفْهِمْهُ ما تَقُولُ. حتى فَعَلَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَ في الثَّالِثَةِ قالَ: والله لا أَسْتَفْهِمهُ. فَدَعا بِهِ حُذَيفَةُ فَقَالَ: رُوَيْدَكَ إنَّ صَاحِبَكَ لو ضَرَبَ بِسَيْفِهِ حتى يَنْقَطِعَ فَأَصَابَ الحَقَّ حتى يُقتلَ عليه فهو في الجَنَّةِ، وإنْ لَمْ يُصِبِ الحَقَّ ولم يُوْفِّقْْهُ الله للحَقِّ فهو في النَّارِ. ثُمَّ قالَ: والَّذي نَفْسِي بيده لَيَدْخُلَنَّ النَّارَ في مِثْلِ الّذي سألتَ عنهُ أكثرُ من كذا وكذا..
نعم. وهذا أكثر عظيم، روي عن ابن مسعود، وعن حذيفة، وكلهم - كما قلنا علماء وفقهاء- وهم أفقه من أبي موسى، فالقصة أن حذيفة أو ابن مسعود -والأشبه أنه حذيفة- كان جالسا وأبو موسى عنده جالس، فجاء رجل وقال لأبي موسى يسأله: أرأيت رجلا ضرب بسيفه غضبا لله وقُتل، أين هو؟
فقال أبو موسى بسرعة: هو في الجنة، غضب لله فهو في الجنة، فقال حذيفة أو عبد الله بن مسعود: على رسلك، سل الرجل. أيها المفتي سل صاحبك، استفهم منه، وهم يقصدون معنى آخر، فاستفهم منه، فرد الرجل نفس الكلام، قال: هو في الجنة، قال: استفهم صاحبك، فاستفهم منه ثلاث مرات، ثم قال: والله لا أسأله؛ ما عندي إلا هذا.
فقال حذيفة أو ابن مسعود: رويدك، إن صاحبك لو ضرب بسيفه حتى ينقطع إن كان قد أصاب الحق، أصاب السنة كان الجهاد مثله مثل غيره، لا بد أن يكون على السنة فهو في الجنة.
وإن ضرب بسيفه ولم يصب الحق، ولم يوفقه الله للحق فهو في النار، ثم قال حذيفة: والذي نفسي بيده ليدخلن النار في مثل ما سألت عنه أناسٌ يقاتلون بسيوفهم غضبا لله سيدخل النار منهم كذا، وكذا أعداد كثيرة، مما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
فانظروا يا إخواني، عظم هذا الأثر حتى في الجهاد. الجهاد ليس له قانون خاص، الجهاد من العبادة من الدين، لا بد فيه من الإخلاص، أن يكون يقاتل؛ لتكون كلمة الله هي العليا، والثانية أن يكون على السنة كما قال حذيفة أو ابن مسعود: أن يصيب الحق.
قال الحسن: فإذا بقوم قد ضربوا بأسيافهم يدعون أنه غضب لله وهم على البدع، وهم الخوارج وأمثالهم. انظر كيف يردون الناس، يضللون لهم. إذا كان يقاتل وهو غير السنة على غير الطريقة حتى لو كان قال: غضب لله، ما في شخص يقول: أنا غضبت للشيطان،كلٌّ يدعي أنه غضب لله، وأن قيامه إنه نصرة للدين، وأن قيامه لإنكار المنكر، لكن هل هو على السنة، لكن هو هل على الطريقة؟ الجهاد واضح طريقه، واضح أمره.
النبي صلى الله عليه وسلم بينه زي ما بين غيره، ما تركنا إلا على مثل البيضاء، فإذا كان بشروطه، وبأركانه، وأمر واضح، وراية واضحة، وشيء سمح، إذا قتل الإنسان فيه يدري إنه على الطريق فقد أصاب الحق.
وإذا كان أمر ملفق ولا تدري، ما يؤتى الأمر من قبل وجهه فليس على الحق، حتى لو كان ذروة السنام، حتى لو كان تستشعره النفوس وتحبه، لا بد من أمرين: الإخلاص، والمتابعة، في كل أمر، لا بد أن يكون قتاله على السنة، ونيته أن تكون كلمة الله هي العليا. سيقاتل أناس عصبية، وسيقاتل أناس حمية، وسيقاتل أناس للذكر، وسيقاتل أناس للمغنم، وسيقاتل ناس.. أمور كثيرة، من هو في سبيل الله يا رسول الله؟ قال: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا »1 في جهاده هذا فهو في سبيل الله، فاعرف هذا.
فمثلا الآن الذي يقتل نفسه في الجهاد، هذا إجماع من المسلمين على أن قتل النفس لا يجوز، إجماع متأصل عند المسلمين أن قتل النفس لا يجوز، حرام ما يجوز، ولا يوجد استثناء من هذا الإجماع، أين الاستثناء من هذا الإجماع؟!
من يأتي باستثناء أنه أن قتل النفس حرام إلا في الجهاد؟ من يأتينا؟ من يستطيع أن يأتينا؟
النصوص واضحة، إجماع على أن قتل النفس لا يجوز حرام « من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة »2 فإذا جاء شخص على غير السنة يقول: لا. أقتل نفسي وأتقرب إلى الله بذلك، فهذه بدعة، تقرب إلى الله بالمعصية! هذه بدعة؛ لا يوجد في تاريخ المسلمين من باشر قتل نفسه ومُدح، غاية أمره أن يقال: عسى الله أن يعفو عنه، وهذا ارتكب معصية وكبيرة وعسى الله أن يعفو عنه.
أما أن يمدح على هذا؟! ما يوجد. من باشر قتل نفسه. لا تأتيني بشخص أعان، أو شخص غمس، أو شخص دل على قتل نفسه، من ضغط على نفسه، أو قتل نفسه بحديدة، أو بسم وأُثني عليه، ما يوجد. هذا كل التاريخ أمامكم تاريخ المسلمين، بل إن في صحيح البخاري ومسلم في قصة خيبر أن النبي عليه الصلاة والسلام لما ذهب إلى خيبر قالوا لعامر بن الأكوع- صوته حسن- أعطنا منه هُنياتك يا عامر، فأخذ يحدو بهم يقول:
بصوت حسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحمه الله، قال عمر لو أمتعتنا به يا رسول الله؟ يعني عرف مقصد النبي صلى الله عليه وسلم، عرف أنه سيموت، فلما جاء من الغد كان عامر رضي الله عنه سيفه قصير فذهب إلى يهودي، واليهودي معه ترس، فأراد عامر أن يسفل لليهودي- أن يأتيه من تحت الترس- فمع قوة الضربة رجعت على ركبته فقطعت الأكحل فمات، فقال الصحابة: حبط عمله. انظروا مباشر الفهم وليس أغمار الصحابة، لما جاء سلمة يشتكي قال: يا رسول الله من هم: قال: أسيد بن حضير، وفلان، وفلان، منهم هم الفقهاء. قالوا حبط عمله. شف قتل نفسه في الجهاد، ويقولون: حبط عمله.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم لهم أنه أخطأ، ما تعمد، لو كان يوجد استثناء ما أخره النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت الحاجة، ما قال: لا، في الجهاد الإنسان إذا قتل نفسه ما فيه مانع؛ تأخير البيان عن وقت الحاجة ما يجوز، ولكنه قال: لا، هذا مخطئ، ما أراد أن يقتل نفسه، قال: « إنه جاهد، مجاهد، قلما عربي مشى بها مثله. »3 .
يقول سلمة: « لقيني من الغد وأنا كئيب حزين، قال: ما لك يا سلمة؟ قلت: يا رسول الله أصحابك يقولون عمي: حبط عمله، قال: إنه جاهد مجاهد، قلَّ عربي مشى بها مثله. »4 .
فلو كان إنه يوجد استثناء من قتل النفس لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في جهاد الآن، والذي قتل نفسه الآخر ذاك لم يقتل نفسه مثله قتل نفسه تأذيا من الجراح قال النبي صلى الله عليه وسلم: « هو في النار. »5 .
فيا إخواني، ما يوجد، هذا إجماع و هذا فتوى العلماء كلهم، وأنا أقول: التاريخ أمامنا. أما ينقل شيء من الكفار؛ يعني هذا قتل النفس في القتال ما عُرف إلا عند الكفار، عرف في الحرب العالمية فعله اليابانيون مع الأمريكان، ثم نقلوه حماس في فلسطين، قبل سنوات قليلة، ثم يكون هو السنة! ومن أنكر يثرب عليه، ويقال: هذا يسب المجاهدين!!
سبحان الله! أين هذا؟ ائتوا بدليل أن إنسان يقتل نفسه ويمدح؟!
لا يجوز هذا، ولا يُساعد هذا، أن نتشبه بالكفار في أخبث أعمالهم، ونحن أهل الجهاد، والجهاد ذروة السنام.
الكفار يقتلون أنفسهم، الكفار ما عندهم دين، ولا عندهم خلق، فليقتلوا أنفسهم، لكن نحن أشياء تردنا، فإذا قال شخص: لا يوجد حل إلا أن نقتل أنفسنا، منعونا، ما عندنا سلاح، ولا شيء، ما عندنا حل إلا أن نفجر أنفسنا.
فنقول: إذا بلغنا إلى هذه الدرجة من الضعف، ما وجب علينا الجهاد، إذا بلغ إنا ما نستطيع نقاتل الكفار إلا بقتل أنفسنا، معناه أننا في غاية الضعف، معناه نعود على أنفسنا ونجتمع من جديد ونعود إلى السنة حتى يعزنا الله.
أما أن نداوي الضعف بما يزيد الضعف، الآن قتل النفس يزيد الضعف؛ لأنه خلاف مراد الله.
والمقصود كلام ابن مسعود أو حذيفة قالوا: والله لو قال: إني غضبان لله، وإني أنكر المنكر، وإني أفعل وأفعل، إذا ما أصاب الحق وأصاب السنة فليس في سبيل الله: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾6 .
الدين واضح، والصراط المستقيم واحد، ليس عندنا قولين، هو صراط واحد، فانظروا في أمر الجهاد، في أمر الدعوة، في أمر العبادة على هذه السنن.
نسأل الله -عز وجل- أن يلزمنا الطريق، ويفقهنا فيه، وأن يجعل قلوبنا سمحة، طاهرة، تقبل الحق، وتنقاد إليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
س: أحسن الله إليكم. هناك أسئلة خارج موضوع البدع، وهناك أسئلة في البدع، وهناك أسئلة في الدرس. فنبدأ بالأسئلة التي تخص الدرس. يقول: أحسن الله إليك، تزيد البدع إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم. ما المقصود بالقراء؟
ج: كما بينا، لما فرق ابن مسعود بين القراء والفقهاء عرفنا أنهم اللي يقرءون ولا يفقهون هذا مقصوده هنا، لما جعلهم قسيمين: قراء، وفقهاء.
علمنا أن القراء عكس الفقهاء؛ يقرأ وعنده شهادات وعنده، لكن ما يفقه، ما يعرف السنة من الأثر، من غيره. نعم.
س: أحسن الله إليك: يقول كيف تكون البدعة في قراءة القرآن؟
ج: في طريقته، أو في ترتيب شيء معين، أو يحدث شيء ليس في دين الله. نعم.
س: يقول: يتضجر بعض الشباب من شرح الدرس؛ بحجة أن فيه تشديد في بعض الأمور؟ نرجو التوجيه والإرشاد.
ج: هذا كلام السلف، إذا كان كلام السلف شدة، هذا كلام السلف يأتي بسنة أحسن من سنتهم، أو يتركنا على سنتهم، ولن يستطيع أن يأتي بأحسن من سنتهم. هذا كله كلام رسول الله، وكلام حذيفة، وكلام ابن مسعود، وكلام أبو بكر، وعمر، إذا كان هذا تشديد.
س: أحسن الله إليكم. يقول: هل المقصود بالسبل والجواد المعاصي أم الطرق؟
ج: الطرق التي تصرفك عن الصراط المستقيم، أي طريق يصرفك عن الحق فهو طريق، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: « عليها ستور مرخاة »7 وفيه واعظ في قلبك يقول: لا تدخل، لا ترفع الستر، فإن رفعت الستر ودخلت فإنه يفضي بك للنار. نعم.
س: أحسن الله إليك. يقول: في أثر ابن مسعود أنه قائم يقص، ما الذي يدل على أن القص هو الوعظ؟
ج: فعل ابن مسعود، تقدم معنا وإيش كان يقول؟ ابن مسعود يقص بمعنى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص على أصحابه: ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾8 على السنة.
إنما ذُمَّ القصص -كما قلنا- لأنه انحرف أصبح فيه كذب، وأصبح إماتة للعلم، وصرف عن الوحي، وأمثاله. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: شخص يعمل عملا ليس من السنة متأولا، فهل يسمى هذا الشخص راشدا لصلاح قصده؟
ج: لا. لا بد من اثنين؛ لا بد راشد، ومهدي، الصراط المستقيم عرفوا الحق واتبعوه، إذا كان إنه راشد وغير مهدي، إنه يكون سبيل المغضوب عليهم، وإذا كان إنه ما اهتدى يكون في سبيل الضالين. نعم.
س: أحسن الله إليكم. نرجو منكم ذكر الأسباب الموجبة للخشوع؟
ج: الأسباب الموجبة للخشوع القرآن: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾9 القرآن على طريقة السلف يقول الله عز وجل عن الحجارة، الحجارة: ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾10 لكن قست قلوبكم، كما قال الله لبني إسرائيل ونحن على آثارهم، نتبع سننهم: ﴿ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾10 أرأيت الحجر إذا خرَّ من الجبل؟ تراه هبط من خشية الله، من خوف الله؛ فالقرآن، وقيام الليل، وقراءة الآثار، والسنن، هذه تورث الخشوع. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: أنا طالب علم مبتدئ، وهناك بدع وفرق معاصرة، فهل هناك كتب لعلماء معاصرين وردود عليهم؟
ج: قبل أن تعرف الباطل اعرف الحق، قبل أن تعرف الفرق وما كانت عليه من باطل، اعرف الحق، اعرف السنة، وتمسك بها.
أنا أقول: من الخطأ الآن في أقسام العقيدة في الجامعة، أو في غيرها إن الطالب يأتيهم من الثانوي ويدرسونه مذهب المعتزلة، ومذهب الأشاعرة، ومذهب الجهمية، هو ما عرف مذهب السنة، وما تمسك به.
أولا: يجلس سنتين، ثلاث سنوات لا تسمع عن الفرق هذه شيء؛ حتى تصل إلى درجة اليقين، وتعرف إيش كان عليه السلف، فإذا رسخت قدمك، وأنت محتاج إلى أن تقرأ، تعرف ضلالهم، فاعرف ضلالهم. أما أن تعرف كل الفرق مرة واحدة؟ تزيغ هكذا، لا بد أن تعرف الحق أولا وتثبت عليه. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: ما صحة هذا الأثر "إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم"؟
ج: هذا صحيح، ثابت عن ابن مسعود من طرق كثيرة. نعم
س: أحسن الله إليكم. يقول: يا شيخ هل يعني من كلام النبي عليه السلام: « فاعتزل تلك الفرق كلها »11 دليل على أنه قد يأتي زمان ليس فيه إمام للمسلمين متبع؟
ج: نعم، يأتي زمان ليس فيه جماعة، ولا فيه إمام متبع، والناس فوضى، يأكل بعضهم بعض، ويقاتل بعضهم بعض، فهنا اتركهم كلهم، لا تقاتل مع أحد: « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار »12 اترك هذه الفتن كلها، سوِّ مثل سعد بن أبي وقاص لما هاجت الفتن اعتزل وذهب للبرية. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: هل اجعل الاهتمام بحفظ القرآن، أو الاهتمام بتفسيره، والإكثار من قراءته؟
ج: هذا، وهذا؛ احفظ قليلا قليل، واعرف المعاني، واحفظ واعرف المعاني، كما قال تعالى لما بين العلة لماذا القرآن ينزل قليلا، قليلا: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ﴾13 فقال الله له: ﴿ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾13 كل خمس آيات عرفت معناها تثبت، ثم تأتي اللي بعدها وتثبت الفؤاد، ثم بعدها تثبت الفؤاد، يكون الحفظ والمعاني سواء. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: « لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. »14
ج: يعني معناه لا يقبل الله منه عملا، هذا من نصوص الوعيد، كما قلنا في البدع: أن المانع يكون أقوى من المقتضي، أن الإحداث في المدينة يذهب الحسنات، يكون إنسان يعمل الواجبات عليه ولا يثاب عليها لأنه فعل أمر شديد. نعم.
س: يقول -في العمليات الاستشهادية- يقول: الفتوى تختلف باختلاف الأماكن والأزمنة، وفتوى العلماء هناك بجواز ذلك وهم ممن يعايشون ذلك، وليس من يعايش....
ج: لا. لا. الواقع ما يلتفت له إلا بعدما نتفق على الشرع؛ يقول ابن القيم وغيره: حتى تكون الفتوى مطابقة لا بد من ثلاثة أشياء: أول شيء تعرف الدين اللي بعث به محمد، وتعرف السنة، والثاني تعرف الواقع، والثالث تطبق السنة على الواقع.
فالآن السنة، نحن من يقول إنه يوجد جواز أصلا؟ من يقول: إن هذا يتقرب إلى الله؟
قبل ما نقول إن هذا يختلف باختلاف الواقع هذه سنة واحدة، ائتوا بدليل على أنه يستثنى من الإجماع بقتل النفس القتل في الجهاد، إذا أتيتم بدليل، نقول: الواقع يختلف.
أما هذه ما أصبح واقع مختلف، أصبح دين مختلف، سنة مختلفة، لا بد من دليل. نعم.
س: أحسن الله إليكم يقول: نرجو منكم الكلام عن المصالح المرسلة؛ وذلك أن كثير من الشباب لا يفرقون بينها وبين البدع.
ج: هذه إن شاء الله بإذن الله سنذكره بالتفصيل، البدع في الأمور التعبدية في التقرب إلى الله، المصالح المرسلة فيما عُقل معناه، في الشيء المعقول المعنى، مصلحة مرسلة؛ يعني الشارع أطلقها أرسلها.
سنبين - إن شاء الله- بالتفصيل، في فرق، البدع يكون في التعبد في الإحداث في الدين. المصالح المرسلة، لا. مصلحة مرسلة؛ يعني أنظمة، وقوانين ليست تخالف الشرع، وهي تنظم حياة الناس، مثل قوانين المرور، وقوانين السير، وقوانين الطرق، والقوانين هذه. لا تخالف الشرع، وهي لا بد منها. هذه مصالح مرسلة معقولة المعنى، مثل وضع مدارس للناس يدرسون فيها، هذه ليست من الدين، لا تنسب للدين، يقال: هذه مصالح مرسلة. أما الدين. لا. إحداث في داخل الدين. نعم.
س: أحسن الله إليكم. يقول: هل تعتبر الأدعية التي توضع في جدار المقابر للتذكير من البدع؟
ج: ما أدري، ما أدري، يسأل عنها أهل العلم، يقول الأدعية التي تلصق في المقابر، ما أدري. نعم.
س: يقول: هل حدر الحديث بدعة؟
ج: ما أدري، نعم.
س: يقصد القراءة هذه يا شيخ التي نقرأ بها في الدرس.
ج: القراءة هذه، أنا ما أدري، أنا أسمع الشيخ ابن باز رحمه الله تقرأ عنده هذه القراءة ولا ينكر، القراءة هذه، أنا ما أدري إذا كان فيها شيء تترك. نعم. -انتهت. أحسن الله إليك.- وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
1 : البخاري : العلم (123) , ومسلم : الإمارة (1904) , والترمذي : فضائل الجهاد (1646) , والنسائي : الجهاد (3136) , وأبو داود : الجهاد (2517) , وابن ماجه : الجهاد (2783) , وأحمد (4/417). 2 : البخاري : الطب (5778) , ومسلم : الإيمان (109) , والترمذي : الطب (2044) , والنسائي : الجنائز (1965) , وأبو داود : الطب (3872) , وابن ماجه : الطب (3460) , وأحمد (2/478) , والدارمي : الديات (2362). 3 : البخاري : المغازي (4196) , ومسلم : الجهاد والسير (1802) , وأحمد (4/47). 4 : البخاري : المغازي (4196) , ومسلم : الجهاد والسير (1802) , وأحمد (4/47). 5 : مسلم : الإيمان (179) , وابن ماجه : المقدمة (195) , وأحمد (4/405). 6 : سورة الكهف (سورة رقم: 18)؛ آية رقم: 110 7 : الترمذي : الأمثال (2859) , وأحمد (4/182). 8 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:176 9 : سورة الحشر (سورة رقم: 59)؛ آية رقم:21 10 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:74 11 : البخاري : المناقب (3606) , ومسلم : الإمارة (1847) , وابن ماجه : الفتن (3979). 12 : البخاري : الإيمان (31) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2888) , والنسائي : تحريم الدم (4122) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4268) , وابن ماجه : الفتن (3965) , وأحمد (5/51). 13 : سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:32 14 : البخاري : الاعتصام بالكتاب والسنة (7300) , ومسلم : الحج (1370) , والترمذي : الولاء والهبة (2127) , وأبو داود : المناسك (2034) , وأحمد (1/81).
|