حَدَّثَنا ابنُ وَهْبٍ قالَ: كَتَبَ إلَيَّ كثيرُ بنُ عبدِ الله المُزَنِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: « مَنْ أَحْيَى سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدي فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَن عَمِلَ بها مِنَ النَّاسِ لا يُنْقِصُ ذلك من أُجُورِهِم شَيئاً، ومَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورَسُولُهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِثْلَ إِثْمِ مَنْ عَمِلَ بها لا يُنْقِصُ ذلِكَ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شيئاً »1 .
نعم. هذا الحديث المعنى الصحيح، لكنه لا يصح من هذا الطريق؛ لأن كثير بن عبد الله المزني هذا متهم بالكذب، الإمام أحمد يقول: ليس بشيء، وضرب على حديثه في المسندلم يحدث بحديثه، وكذلك يقول يحيى بن معين: ليس بشيء، والشافعي يقول: إنه ركن من أركان الكذب. وهذه صحيفة هذا الحديث عن أبيه عن جده صحيفة، يقول ابن حبان: فيها روى كثير عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.
فعلى كل حال بهذا الطريق لا يجوز نسبته للنبي عليه الصلاة والسلام البتة، وأما المعنى فقد دلت عليه أحاديث أخرى؛ كقوله عليه الصلاة والسلام: « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه »2 .
وأعظم الهدى إحياء السنن. المعنى صحيح، في أحاديث تشهد له، أما بهذا الطريق فإنه مثل ما تقدم.
وقوله: البدعة لا يرضاها الله ورسوله. هل يوجد بدعة يرضاها الله ورسوله؟ لا يوجد.
إذن لماذا؟ هذا يسمونه صفة كاشفة، اسمها صفة كاشفة مثل قول الله عز وجل: ﴿ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾3 هل يوجد قتل الأنبياء بحق؟ لا يوجد، وإنما صفة كاشفة أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق؛ يعني يبين أن القتل بغير حق، ومثل قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾4 هل يوجد إله مع الله له برهان على عبادته؟ لا يوجد، هذه كلها تسمى صفات كاشفة؛ يعني ملازمة، بدعة لا يرضاها الله ورسوله يعني كل بدعة لا يرضاها الله ورسوله، وكل قتل للأنبياء بغير حق، وكل عبادة مع الله ليس لها برهان. نعم.
1 : الترمذي : العلم (2677) , وابن ماجه : المقدمة (210). 2 : مسلم : العلم (2674) , والترمذي : العلم (2674) , وأبو داود : السنة (4609) , وأحمد (2/397) , والدارمي : المقدمة (513). 3 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:112 4 : سورة النور (سورة رقم: 23)؛ آية رقم: 117
|