حَدَّثَنا أَسدٌ عن أَيُّوبَ بن النَّجَّارِ اليماميِّ قالَ: حَدَّثَنا نَاشِرةُ بنُ حنيفةَ الحَنفيِّ يرفعه إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما ظننتُ قالَ: « مَنْ أتى صَاحِبَ بِدْعَةٍ لِيُوَقِّرَهُ فَقَد أَعَانَ على هَدْمِ الإسلامِ »1 .
ووجدتُ هذا الحديثَ عِنْدَ مَنْ سَمِعَهُ من أَيُّوبَ مُثْبتاً عَنِ النبيِّ لى الله عليه وسلم ليسَ فيه ما يظنّ.
نعم, ليس فيه ظن، على كل حال المعنى صحيح، المعنى هذا صحيح: أن من أتى صاحب بدعة يوقره أعان على هدم الإسلام؛ لأن صاحب البدعة يفتري على الله, فإذا أتيته توقره أعنت على هدم الإسلام، على ضياع الدين، صاحب البدعة هو ممن قال الله فيهم: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾2 هو بلسان حاله يقول: سأنزل مثل ما أنزل الله سآتيكم بشيء جديد مثل ما أنزل الله وهو يكذب، ولذلك قال الله في أول الآية: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾3 هو كذاب، ولذلك النفاق أساس الكذب، المنافقون هم الكاذبون، والبدعة أساسها الكذب لا ينفك عن كذب في الغالب أنهم يكذبون حتى لو صدقوا في أشياء يكذبون في أشياء، وسيأتينا أنبائهم، فمن ذهب يوقره فقد أعان على هدم الإسلام للأمور المتقدمة. نعم.
1 : 2 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:93 3 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:21
|