حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا زَيْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ قالَ: قالَ إبراهيمُ: لا تُجالِسُوا أَصْحَاب الأهواءِ ولا تُكَلِّمُوهم، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ قُلُوبُكُم.
نعم, لذلك يقول السلف كما قال شيخ الإسلام وغيره: أقرب الناس إلى الردة أهل الأهواء، - نسأل الله العافية - لأنهم لا يستسلمون للنصوص عندهم كبر كامن في القلوب، النصوص ما يرضخون لها، ولا يحبونها نعم، وخاصة الحديث؛ لأن القرآن يعظم عليهم أن يردوا القرآن، لو ردوا القرآن انكشفوا عند العامة والخاصة، فيقولون فيما بينهم: أما القرآن فأولوه، نقول: أنتم ما فهمتوه هذا فهم الحشوية وفهم المشبهة ومعناه كذا.
طيب تأتيكم السنة، السنة فيها البيان الواضح لأن الله يقول: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾1 من القرآن فالسنة تأخذ بحلوقهم، يأتيك الكلام واضح، مثلا في الرؤيا يؤولون ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾2 ويؤولون، لكن يأتيك حديث جرير: « إنكم سترون ربكم عيانا »3 بأبصاركم، فماذا قالوا؟ قالوا: السنة قولوا هذه أخبار آحاد، وأخبار الآحاد لا تفيد اليقين، والعقائد لا بد فيها من يقين فينسفوا السنة كلها، لا تقبلونها، فهم عندهم كبر لا يريدون الحق لا يريدون النصوص، ولذلك عرفهم السلف من البداية. نعم.
1 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:44 2 : سورة القيامة (سورة رقم: 75)؛ آية رقم:22 3 : البخاري : مواقيت الصلاة (554) , ومسلم : المساجد ومواضع الصلاة (633) , والترمذي : صفة الجنة (2551) , وأبو داود : السنة (4729) , وابن ماجه : المقدمة (177) , وأحمد (4/360).
|