حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ زِيادٍ عن أبي غَسَّانٍ مُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ عن مُحَمَّدِ بنِ عَجْلانَ قالَ: قالَ ابنُ مَسْعُودٍ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْرِمَ دِينَهُ فَلْيَعْتَزِلَ مُخَالَطَةَ السُّلْطَانِ ومُجَالَسَةَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُم أَلْصَقُ مِنَ الجَرَبِ.
نعم، وهذا الكلام حق، هذا أعظم الفتن، الفتن التي تسري بسرعة، بعض الفتن تكون واضحة لكن في فتن تتسرب إلى القلوب بسرعة، فمنها مخالطة السلطان
, الدخول على السلطان من غير مصلحة إما متظلم أو ناصح مثلا وهو من العلماء، فإن الدخول عليه مدعاة للفتنة.
ترى ما هم عليه من الدنيا وكذا، وقد يعطونك بعض المال فتميل إليهم، هذه فتنة، فلا يذهب الإنسان إلا لمصلحة، كما قال علماؤكم من الدهر الأول.
وفي الترمذي أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: « من اتبع الصيد غفل، ومن بدا جفا، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن »1 المعنى صحيح وإن كانوا يتكلمون في إسناده هذا حق.
وأما الذي يريد الدنيا تجده مرة يود السلطان ومرة مع السلطان ليس همه النصيحة وإنما هو مريد للدنيا.
والثانية: التي تتسرب هذه أخطر الفتن، مثل فتنة النساء، فتنة النساء لماذا ركز عليها؟ وأن « أخشى ما أخشى عليكم فتنة النساء »2 لأنها فتنة بسرعة تتسرب إلى القلب، الرجل يدخل سوق أو يدخل مستشفى ثم ينكر قلبه، إذا رأى هؤلاء النساء خاصة إذا كن متجملات هذه فتنة عظيمة.
كذلك السلطان أو مجالسة أصحاب الأهواء، إنما هي كما قال: ألصق من الجرب، الجرب إلّي يعدي بسرعة، المرض الذي يعدي بسرعة، نعم، ولذلك إذا كان الإنسان في مقام عظيم من العلم يذهب لناصح ويبين، وغيره يبلغ عن العالم وهو يوصي بهذا الكلام. نعم.
1 : الترمذي : الفتن (2256) , والنسائي : الصيد والذبائح (4309) , وأبو داود : الصيد (2859) , وأحمد (1/357). 2 :
|