حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا مُؤَمَّلُ بنُ إسْمَاعيلَ قالَ: قالَ بعضُ أصحابنا لحماد بن زيد: ما لَكَ لم تروِ عن عَبْدِ الكريم إلاّ حَدِيثاً واحداً؟ قالَ: ما أَتَيْتُهُ إلاّ مَرَّةً واحدةً لِمَساقِه في هذا الحديث، وما أحبّ أنَّ أَيُّوبَ علم بإتياني إِيَّاهُ وإِنَّ لي كذا وكذا، وإِنِّي أَظُنُّه لو عَلِمَ لكانتِ الفيصلَ فيما بيني وبينه.
نعم، عبد الكريم بن أبي المخارق يعني وجدوا عنده شيئا مما يخالف منهج السنة إما في الإرجاء أو في غيره، فيسألون حماد بن زيد يقول: لماذا لم ترو عن عبد الكريم إلا هذا الحديث؟ فقال: لحسن سياقة هذا الحديث، يعني ساق سياقة حسنة، وما أحب أن أيوب - شيخ حماد ابن زيد - انظر وأقول لكم حق العالم مثل حق الوالد - يقول حماد بن زيد: ما أحب أن أيوب شيخي يعلم أني أتيت عبد الكريم, وأن لي كذا وكذا، وأظن لو علم أني أتيته لكانت الفيصل بيني وبينه، لكانت القطيعة بيني وبينه، هجرا له، لماذا تذهب إلى عبد الكريم؟ كل هذا ليس بغضا للخلق ولا حقدا عليهم، ولا ضيق نفس لا والله، وإنما غيرة على السنة، ولذلك هذا الرجل الذي يهجرونه لو رجع للسنة لكان أحب إليهم من أعينهم، إنما يدورون على السنة, أن حرمة الدين أعظم من حرمة الشخص. نعم.
|