حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا المُؤْمَّلُ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عن أَيُّوبَ قالَ: لَقِيَنِي سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ فَقالَ: أَلَمْ أَرَكَ مَع طَلْقٍ؟ قُلْتُ: بلى، فَمَا لَهُ؟! قالَ: لا تُجَالِسْهُ، فَإِنَّهُ مُرجئٌّ. قالَ أَيُّوبُ: وما شَاورتُهُ في ذلك، ولكن يَحِقُّ للرَّجُلِ المُسْلِمِ إذا رأى مِنْ أخيه شَيْئاً يَكْرَهُهُ أن يَنْصَحَهُ.
نعم, كلام كله واحد، كله مشكاة واحدة، يعملون بالنصوص: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾1 حتى يتركوا الفتنة، حتى يقول أيوب هنا: إني ما شاورته - سعيد بن جبير - يعني ما طلبت نصيحته أصلا، ما قلت له: يا سعيد أترى أن أذهب مع طلق أو أن آخذ من طلق، لأ، وإنما هو بدأني بذلك.
انتبهوا إلى هذا الملمح بعض الناس يرى بعض أهل السنة يذهب مع المبتدعة أو مع أهل البدع أو يدخل مواقعهم أو يصاحبهم ويقول: ما استنصحني أتركه. يقول أيوب: يحق للرجل المسلم إذا رأى من أخيه شيئا يكره أن ينصح له، انصح، الدين النصيحة، يقول: أنا ما بدأته ولا سألته، هو الذي قال: ألم أرك مع طلق؟ قلت: بلى. قال: فلا تصاحبه فإنه مرجئ.
هذا طلق بالحديث الذي كان يقول: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله, وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
ولو كلام حسن لما رآه أخطأ هنا في الإرجاء يهجرونه حتى يعود إلى الطريق المستقيم، حتى يعود إلى السنة. نعم.
1 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم: 68
|