حَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا إسْمَاعِيلُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عن يحيى بنِ عُبَيْدٍ قالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنَ المُعْتَزِلَة، فَقَامَ فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: إِمَّا أَنْ تَمضِيَ وإِمَّا أن أَمْضِيَ، فَإِنِّي إنْ أَمْشِ مَعَ نَصْرَانِيٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أن أمشي مَعَكَ.
نعم, هذا أيضا يفهم، ما في شخص يقول, معناه أن السلف يرون أن النصارى أحسن من المبتدعة، الذين لم يكفروا بالإطلاق، من قال هذا؟ إنما الخطر - يعني من وجه واحد - الخطر من المشي مع النصراني أهون من الخطر من المشي مع المعتزلة، لماذا؟ لأن النصراني ضلاله واضح، أنا في نفسي أمشي معه وأنا أدري إنه كافر؛ فلذلك لا أخشى على نفسي وإنما مثلما قال الله عز وجل مصاحبة في الدنيا أو مشي في الدنيا، لكن أن أمشي مع معتزل يمتثل إلى ديني وإلى سنتي ثم يقذف في قلبي شيئا من الزيغ هذا أخطر من هذه الناحية.
ولكن بالمجمل فالمعتزلي إذا كان لم يكفر هو من أهل الإسلام فأهون من النصراني، لكن من هذه الناحية فقط أن الخطورة في مصاحبة المعتزل أشد من النصراني؛ لأن النصراني الكبير والصغير والمرأة والعجوز والصبي يدرون النصراني الكافر، ولا يأخذون من أصله شيئا، خلاص يعرفون هذا الكافر، فاضحت بدعته، لكن هذا المتزيي بزي أهل الإسلام أخطر من هذا الوجه.
وأيضا من ملمح آخر قول عبد الله بن المبارك: إني لأحكي كلام اليهود والنصارى، ولا أستطيع أن أحكي كلام الجهمية. يقول: كلام اليهود والنصارى أهون من كلامهم -نسأل الله العافية- مثل اليهود يقولون: يد الله مغلولة - تعالى الله عما يقولون - لكن الجمهية إيش يقولون؟ يقولون: إن الله أقطع ما له يدين أصلا، فأيها أكمل الذي يده مغلولة ولا إلَّي أقطع ما له يدين؟ فيقول عبد الله بن المبارك: أنا أجرؤ أن أنقل كلام اليهود، ولكن كلام الجهمية والمبتدعة ما أجرؤ أن أنقله - نسأل الله العافية - مما عرفوا مما عندهم من الزيغ. نعم.
|