حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا نُعيمُ بنُ حَمَّادٍ قالَ: حَدَّثَنا عيسى بنُ يُونُس، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وَائِلَ، عن حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ أَنَّهُ أَخَذَ حَجَريْنِ، فَوضَعَ أَحَدَهُما على الآخَرِ ثُمَّ قالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَرُونَ ما بَيْنَ هذين الحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ؟ قالوا: يا أبا عَبْدِ الله، ما نَرَى بينهما من النُّورِ إلاّ قليلًا. قالَ: والَّذِي نفسي بِيَدِهِ، لَتَظْهَرَنَّ البِدَعُ حتى لا يُرى مِنَ الحَقِّ إلاّ قَدْرُ ما تَرَوْنَ ما بَيْنَ هذينِ الحَجَرينِ مِنَ النُّورِ، والله لَتَفْشُونَّ البِدَعُ حتى إذا تُرِكَ منها شيءٌ قالوا: تُرِكَتِ السُّنَّةُ.
نعم؛ حذيفة كما قلنا من أخبر وأعلم أصحاب محمد بالفتن والبدع، وضع حجرين واحد فوق واحد، ثم فرج بينهما فقال: كم ترون ما بين هذين الحجرين من نور؟ قالوا: نرى نورا قليلا، فقال: والله لتفشون البدع، البدع مثل الحجرين، هي البدع تصرف الناس عن الوحي حتى لا يبقى من الوحي إلا نور قليل يرى بين الأحجار، الأحجار هي البدع، فهي تضايق الوحي، وتصد الناس عن الوحي، وتصرف الناس عن الوحي، حتى لا يسمع الناس الآثار والسنة والقرآن إلا قليلا، وهذا صدق فيه، وهذا من حسن الأمثلة وجودتها عند الصحابة والنور الذي أعطاهم الله عز وجل، هذا أمر واقع، الآن لا تسمع الآثار والوحي وكلام السلف إلا مثل النور الذي تراه بين الحجرين، نعم.
وتفشو البدع حتى إذا غيرت قالوا الناس: تركت السنة، من شدة تأصل البدعة وفتنتها على الناس؛ يظنون الناس أنها سنة، فإذا جاء أحد يغيرها قال؛ هذا سنة كيف تغيرها؟ نعم.
|