حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: لَمْ يَعْمَلْ أَحَدٌ مِنَ الأُمَمِ شَيئًا إلاّ استَعْمَلَتْهُ هذه الأُمَّةُ.
هذا لسببين، هذا حق، أما الخبر هو صدق، لكن له سببان؛ السبب الأول أن الإسلام للناس عامة، كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، لكن الإسلام للناس عامة، للعرب والعجم والفرس والروم والحبش والصين وغيرهم، فيأتون هؤلاء ويسلمون، ثم يدخلون في الإسلام ما ليس منه، يعني يأتون بأشياء من دينهم السابق ويدخلونها في الإسلام، فلا يعمل أحد من الأمم شيئا إلا عملته هذه الأمة؛ لأنها أمة عامة، وهذا أمر واضح.
والأمر الثاني أن أهل الإسلام لا يتعايشون مع غيرهم، يعني ينكرون عليهم، أهل أمر ونهي، بمعنى اليهود كانوا موجودين قبل عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان الكفار لا يقاتلونهم ولا يؤذونهم؛ لأن اليهود لا يأمرون الكفار ولا ينهونهم إذا رأوهم على فواحش، يعتقدون دينهم خاص بهم، والنصارى كذلك لكن أهل الإسلام فرقان، لا بد أن تدخل في الدين أو نقاتلك، يعني لا يقبلون أهل أمر ونهي، أهل حسبة، أهل جهاد؛ فلذلك من كان في قلبه مرض ربما تزي بالإسلام وأدخل فيه ما ليس منه، كما فعل اليهود عبد الله بن سبأ وأمثاله وغيرهم، فهذا معنى أن ما فيه شيء تعمله الأمم إلا عملته هذه الأمة؛ نعم.
|