قالَ ابنُ وَضَّاحٍ: الخَيْرُ بَعْدَ الأَنْبِياِء يَنْقُصُ، والشَّرُّ يَزْدَادُ.
هذا كلام حق نعم، الخير بعد الأنبياء ينقص، والشر يزداد، وكذلك الخير بعد العلماء ينقص والشر يزداد؛ لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهذا أمر ملاحظ، بعد ما مات أكابر هذه الأمة قبل سنتين أو ثلاث أصبحتم كما ترون، الخير ينقص والشر يزداد، إلا أن يبعث الله أناسا يقومون مقامهم، والعلماء ورثة الأنبياء، ودائما ذهاب العلماء كما قال ابن مسعود تقدم معنا، لا أقول عام خير من عام، ولا أمير خير من أمير، كل عام والذي بعده أشر منه، لماذا؟ قال علماؤكم يذهبون، ويأتي أناس يحدثون في الدين برأيهم، يقيسون بالأهواء في أبواب الأموال، ما تجد عندهم قال الله قال رسوله، كل شيء حلال حلال، ويأتيك بآراء رخيصة في أبواب كل الأبواب، هذا معناه، فإذن الخير بعد الأنبياء ينقص والشر يزداد، وكذلك الخير بعد العلماء ورثة الأنبياء ينقص والشر يزداد؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « يتخذ الناس رءوسا جهالا »1 هذا سبب ضلال الناس؛ نعم.
1 : البخاري : العلم (100) , ومسلم : العلم (2673) , والترمذي : العلم (2652) , وابن ماجه : المقدمة (52) , والدارمي : المقدمة (239).
|