وقالَ مُحَمَّد بنُ وَضَّاحٍ: إِنَّما هَلَكتْ بنَوُ إسْرَائِيلَ على يَدي قُرَّائِهِم وَفُقَهائِهِم، وَسَتَهْلِكُ هذه الأُمَّةُ على يَدَي قُرَّائِهِم وَفُقَهائِهِم.
وهذا حق أيضا، إنما هلكت بنو إسرائيل على أيدي قرائهم وفقهائهم، بمعنى الذين يتزيون بالعلم وليسوا من أهله، وهذه الأمة هلاكها على هؤلاء؛ من قديم انظروا في هلكة الناس، يعني الحاكم لا يؤثر في الناس تأثيرا بالغا، تأثيره وقتي، حتى لو كان فاسق ظالم، المغني، الممثل، الفاسق، هذا كله عند الناس تأثيره محدود، الناس يدرون هذا خارج الشريعة، من الذي يضر بالناس هو الذي يأتي باسم الدين، باسم الفقه، باسم القراء.
وانظروا في المبتدعة قديما من الذي أحدث في الناس بدعة الخروج والقدر والاعتزال والرفض، وهذا كله باسم الدين، فما في شك أثر الفساق وأثر الظلمة وأثر الحكام في الأمة لا يقارن بأثر الذين يأتونه من باب الدين، من باب الديانة، من باب الفقه، وهم يضرونها، يحرفون عن السبيل، فبنو إسرائيل إنما هلكوا من قبل قرائهم وفقهائهم، وهذه الأمة كذلك؛ نعم.
|