حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا أبو بَكْرٍ بنُ أبي شَيْبَةَ قالَ: حَدَّثَنا وَكِيعٌ، عن شُعْبَةَ، عَنِ المُغِيرَةِ بنِ النُّعْمَانِ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قامَ فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِمَوعِظَةٍ فقالَ: إنَّكُم مَحْشُورُونَ إلى الله حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾1 فَأَوَّلُ الخَلائِقِ يُلقَى بِثَوْبٍ إبراهيمُ خليلُ الرَّحمنِ، ثُمَّ يُؤْخَذُ بقومٍ مِنْكُم ذَاتَ الشّمَالِ فأقولُ: يا رَبِّ، أصحابي، قالَ: فَيُقالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فأقولُ كما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾2 إلى قوله: ﴿ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾3 قالَ: فَيُقالُ: إِنَّكَ لا تَدْري ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهم لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ على أَعْقَابِهِم مُنْذُ فَارَقْتَهُم .
نعم، قوله: يؤخذ بقوم منكم، يعني من جيلكم أو من زمانكم، هذا التأويل، أو يقول ممن كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يظهر الديانة، ثم ترك، كما حصل لو ارتدوا، ارتدوا على أعقابهم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابي هو من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ومات على ذلك، هذا اللي يسمى صحابيا، أما إذا ارتد ما يسمى صحابيا، فالمقصود تحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الإحداث في الدين، قال: يذاد أناس عن حوضي، ويؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربي صحابي صحابي، كانوا يعني عندي بصحبتي، فيقول: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، فالإنسان يحذر الإحداث في الدين؛ نعم.
1 : سورة الأنبياء (سورة رقم: 21)؛ آية رقم:104 2 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم: 117 3 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:118
|