وحَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا أبو البِشْرِ زَيْدُ بنُ البِشْرِ الحَضْرَميُّ قالَ: حَدَّثَنا ضِمَامُ بنُ إسْمَاعيلَ المَعَافِريُّ، عَنْ غيرِ واحدٍ من أَهْلِ العلمِ أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ: « كَيْفَ بِكُم إذا فَسَقَ شَبَابُكُم وطَغَتْ نِساؤكُم وكَثُرَ جُهَّالُكُم؟ قَالُوا: أو إنَّ -أوإن- أوإنَّ ذلك كائنٌ يا رسولَ الله؟! قالَ: وأَشَدُّ من ذلِكَ. كيفَ بِكُم إذا لم تأمروا بالمعروفِ، وَتَنْهوا عَنِ المُنْكَرِ؟ قَالُوا: وإنَّ - أوإن؛ كلها أوإن- ذلِكَ كَائِنٌ يا رَسُولَ الله؟! قالَ: وأَشَدُّ مِنْ ذلِكَ. كيفَ بِكُم إذا أَمَرْتُم بالمُنْكَرِ ونَهَيْتُم عَنِ المَعْرُوفِ؟ قَالُوا: أوإنَّ ذلك لكائِنٌ يا رسولَ الله؟! قالَ: وأَشَدُّ مِنْ ذلِكَ. كيفَ بِكُم إذا رَأَيْتُم المَعْرُوفَ مُنْكَرًا ورَأَيْتُمُ المُنْكَرَ مَعْرُوفًا؟ »1 .
نعم، أما نسبة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رأيتم عن غير واحد من أهل العلم، هذا ليس متصلا، وهذا لا ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الإسناد، وأما المعنى فهو حق، إما أن يكون من قوله عليه الصلاة والسلام بسند آخر، وإما أن يكون من قول صحابي، أو عالم من العلماء؛ لأن المعنى هذا حق، وهذا الخبر صدقته الأيام، فإن الخبر يكون صدقا إذا كان واقعا، هذا أصبح واقعا يرى، فدل على صدق هذا الخبر، كيف بكم إذا فسق شبابكم، وطغت نساؤكم، حصل عندها الطغيان، وكثرت جهالكم، ثم قال: وأشد من ذلك، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، ثم قال: وأشد من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، أو بالبدعة، أو بالمعصية، ونهيتم عن المعروف، نهيتم عن السنة، قال: وأشد من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا، والمنكر معروفا؛ نسأل الله العافية والسلامة، وهذه إذا تأمل الإنسان يجده؛ نعم.
1 :
|