حَدَّثَنا مُحَمَّد بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ سَعيدٍ قالَ: حَدَّثَنا أَسَدُ بنُ موسى قالَ: حَدَّثَنا أبو يحيى، عن موسى الجُعْفِيِّ، عَنِ الحَسَنِ - رضي الله عنه - قالَ: أَدْرَكْتُ عَشْرَةَ آلافٍ من أصحابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لو رَأَوْكُم لقالوا: ما لهؤلاء؟! مجانين؟ ولو رَأَيْتُمُوهُم لقُلْتُم: هؤلاءِ مَجانين، ولو رَأَوْا خِيَارَكُم لقالوا: ما لهؤلاءِ في الآخِرَةِ مِنْ حَاجَةٍ، ولَو رَأَوا شِرارَكُم لقالوا: ما يُؤْمِنُ هؤلاءِ بِيَوْمِ الحِسَابِ.
يقول: لو أدركت عشرة آلاف من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذه بعض الناس ينكرها عن الحسن، يقول: ما أدرك هذا العدد، وأما الاحتمال فهو محتمل، الحسن ولد في خلافة عمر، والنبي عليه الصلاة والسلام حج معه مائة ألف، فهو محتمل، لكنهم استنكروا كيف يدرك عشرة آلاف ولا يروي عنهم، لأن روايته قليلة جدا عن الصحابة الحسن، لكن على كل حال يقول: لو رأوكم الصحابة لقالوا: ما لهؤلاء، هؤلاء مجانين، ولو رأيتموهم قتلهم: هؤلاء مجانين، من شدة إقبالهم على الآخرة، وإقبالكم أنتم على الدنيا، كما قال أنس بن مالك، وهذا يفسر هذا، قال: إنكم تفعلون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات، إنكم تفعلون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر، شيء بسيط جدا، كنا نعدها في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات، مثلا الكذب، النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أثر عن الرجل كذبة سقط من عينه، ولا يكلمه حتى يحدث توبة صادقة، ويظهر صدقه، يرون أن هذا مناف تماما للإيمان وللرجولة والمروءة، ثم يأتي بعدهم فيما بعد أصبح الكذب حتى عند من يتزي بالصلاح والخير يكثر عندهم، يعني عندهم أنها أدق من الشعر، أمر سهل، كذب أبيض، وهي كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات، وهكذا حتى نعرف قدر الصحابة، وما كانوا عليه من العلوم الجليلة، والأعمال العظيمة، وأن من بعدهم لا يمكن أن يدركهم بحال، نعم.
|