حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ قُدَامَةَ الهَاشِمِيُّ قالَ: حَدَّثَنا جَرِيرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ، عن الأَعْمَشِ، عن سَالِمٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أبو الدَّرْدَاءِ وهو غَضْبَانُ، فَقُلْتُ لَهُ: ما أَغْضَبَكَ؟! فقالَ: والله، ما أَعْرِفُ فيهم، والله، ما أعرِفُ فيهم مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - شَيئًا، إلاّ أَنَّهُم يُصَلُّون جميعًا.
نعم إحداهما زائدة، والله ما أعرف فيهم، والثاني زائدة، من أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا الصحابي إلا أنهم يصلون جميعا، يعني أنهم يصلون جميعا صلاة الجماعة، لكن هذه الجماعة تختلف، صفوفهم وصلاتهم وخشوعهم وحرصهم على السنن، اختلف عليه، فهو دخل غضبان وهو يقول هذا الكلام، وإذا كان في عهده كما قال الأوزاعي: فكيف لو أدرك هذا الزمان ؟! حتى في أئمة المساجد، بعضهم لا يدع الناس حتى يكملون الفرض من حيث الطمأنينة، ينقر الصلاة عليهم نقرا، وهو يعلم قول النبي عليه الصلاة والسلام لمن نقر الصلاة: « ارجع فصل فإنك لم تصل »1 أتعبت نفسك، وما صليت نعم؛ لذلك قال أنس لما رأى صلاة عمر بن عبد العزيز قال: ما رأيت أحدا أشبه صلاة بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز، قال: فحزرنا له عشر تسبيحات في الركوع، وعشر تسبيحات في السجود، الآن مَنْ مِنْ الأئمة لينتظر عشر تسبيحات في الركوع، وعشر تسبيحات في السجود، هؤلاء أئمة مساجد فضلا عن غيرهم؛ نعم.
1 : البخاري : الأذان (757) , ومسلم : الصلاة (397) , والترمذي : الصلاة (303) , والنسائي : الافتتاح (884) , وأبو داود : الصلاة (856) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) , وأحمد (2/437).
|