حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ قدامةَ قالَ: حَدَّثَنا جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمٍ قالَ: قالَ أبو الدَّرْدَاءِ: لو أنَّ رَجُلًا تَعَلَّم الإسلامَ وأهمله، ثم تَفَقَّدَهُ ما عَرَفَ مِنْهُ شَيئًا.
ليست وأهمله؛ وأهمه بدون لام، لو أن رجلا تعلم الإسلام وأهمه، أهمه أمر الدين، ثم تفقده؛ يعني في الناس، بحث عنه الناس، ما عرف منه شيئا، وهنا يبين لك أنك قد تستغرب، تقول: كيف هؤلاء يقولون الغربة، ويقولون: لم نعد نعرف شيئا، فيقولون لك: تعلم الإسلام أولا، قبل أن تستنكر تعلم الإسلام، تعلم السنن، تعلم كيف كانوا في صلاتهم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، كيف كانوا في صلاته، في صيامهم، في حجهم، في جهادهم، ثم تفقده في الناس، ابحث عنه، فلا بد أولا من التعلم، ولذلك ما يبين الدين، ويبين قدر الدين، غربة الدين إلا التعلم، تعلم السنن، تعلم الإسلام، نشر الحديث، العلم ما كان فيه قال: حدثنا، هذا السند المتصل بينا وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ حتى نعرف ماذا كانوا عليه، أما شخص تعلم الكل في كتب المتأخرين، أو في الأهواء، أو في الآراء، ثم يقول: والله الإسلام عزيز وقائم، ويوجد بحمد الله صحوة، ويوجد هذا صحيح فيه، لكن الإسلام الحقيقي هم يقصدون الإسلام الحقيقي الذي بعث به محمد - صلى الله عليه وسلم - اللب؛ ولذلك قال ابن القيم في مدارج السالكين له مبحث جميل اسمه الغربة، في المجلد الثالث من المدارج، فيقول: لا تضرك هذه الرسوم، وهذه المظاهر، وهؤلاء اللي في المساجد، هذا إن شاء الله يفرح به المؤمنون، إذا كانوا على سنة، لكن تفقد الإسلام الحقيقي.
وقال أيضا بعض الحنابلة من المتقدمين قال: إذا رأيت أن تعرف قدر الدين عند أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم بأبواب الجوامع، ولا ضجيجهم بلبيك في المواسم والمواقف، ولكن انظروا إلى مواطئتهم لأعداء السنن وأعداء الشريعة، هذا اللي يبين لك؛ فتجد أن بعضهم في الجوامع وفي الصلاة وفي الحج لكنه يواطئ أعداء السنة، من يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من يسب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يواليهم، ولا يتحرك منه شعرة مثلا، ينشر البدع ما يضر هذا، هذا هو الدين كما قالت أم خالد تقدمت عندنا أم عبد الله، قالت: إنهم يصلون الخمس ويصومون ولا دين، فلما تكابرت المرأة من هذا الكلام، قالت: إذا عرفوا الحق، وتركوه ولم تستنكر قلوبهم البدع، فلا دين، فلا دين، يعني الدين ما وصل إلى قلوبهم، حتى يهمهم أمر، ويهمهم بقاء الدين صافيا، نعم.
|