حدثني محمد بن وضاح قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا أسد عن محمد بن فضيل بن غزوان، عن هارون بن أبي وكيع، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾1 قال: هو يوم الحج الأكبر وبكى عمر رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما يبكيك يا »2 عمر؟ فقال: يا رسول الله إن كنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت .
نعم، إلا نَقَصَ، كثير من التشكيلات هنا ليست صحيحة " إلا نَقَصَ " المقصود هذا إسناده حسن وهذا مشهور عن عمر، لما نزلت يوم الحج الأكبر يوم عرفة أو يوم النحر، والمشهور أنه يوم عرفة كما في صحيح البخاري، يوم الجمعة بعد العصر يوم عرفة في الموقف نزلت هذه الآية: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾1 وهذا فيه فائدة: فضل الصحابة الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الحق معهم، هذه الآية نزلت لهم حتى المائة ألف اللي حجوا معه عليه الصلاة والسلام، هذا من فضلهم أن الله قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾1 ففي ذلك اليوم كمل الدين، كمل الدين من حيث النزول من حيث إنه اكتمل، وكمل الدين من حيث التطبيق، يعني صلاتكم على أحسن هيئة وصيامكم على أحسن هيئة وحجكم على أحسن هيئة وجهادكم على أحسن هيئة ودعوتكم على أحسن هيئة، هذا معناه كما قال تعالى عن الرسل قال: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾3 من أقرب التأويلات أن الشرعة: التي نزلت من الله على نبيه، والمنهاج: طريقة الرسول في تطبيق هذه الشرعة. الرسول هو الذي يتمثل هذه الشرعة فكان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحج الشرعة اكتملت والمنهاج اتضح، وهذا فعله وأصحابه، لكن عرف عمر أن الناس بعد ما اكتمل الدين وإن كانوا يتلقون شرائع الإيمان بعد ما اكتمل الدين سينقص، ينقص تمسكهم بالدين، فبكى وهذا من فقهه رضي الله عنه المحدث الملهم الفاروق، فقال عليه الصلاة والسلام: ما يبكيك يا عمر؟ قال: يا رسول الله إن كنا في زيادة من ديننا « نتلقى الشرائع والإسلام ونعمل بها، وأنت موجود، الآن عرفوا أيضا أن هذه نعي من النبي صلى الله عليه وسلم عرفوا أنه إذا اكتمل الدين وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ »2 يعني قد قرب أجله، وهو قد صرح لهم قال: لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا فيقول عمر: إنا لم نزل في زيادة من ديننا، فلما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص،
فيقول الآن أخشى أن نرجع ننقص منه، أما أن الدين يذهب ما يذهب يعني الدين كمل وليس فيه زيادة، لكن تطبيق الناس للصلاة وتطبيقهم للزكاة وتطبيقهم للحج يضعفون فيه، والله المستعان، معظم اللي حصل ولذلك قال: صدقت. نعم.
1 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:3 2 : 3 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:48 4 : سورة النصر (سورة رقم: 110)؛ آية رقم:2 - 3
|