حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عمرو قالَ: حَدَّثَنا مصعبٌ عن سفيانَ الثَّورِيِّ عن عطاءَ بنِ السَّائِبِ قالَ: أخبرني عَبْدُ الرَّحمنِ الحَضْرَمِيُّ قالَ: أخبرني مَنْ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: « يَكُونُ في آخِرِ أُمَّتِي قومٌ يُعْطَونَ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ [أُجُورِ أَوَّلِهم]، يُنْكِرُونَ المُنْكَرِ ويَخْشَونَ الفِتَنَ »1 .
نعم, هذا في المسند, الأول حديث علي ليس في المسند, حديث علي إنما هو في الفتن لنعيم بن حماد وغيره, الثاني هو الذي في مسند حديث ابن الحضرمي هذا، وإن كان مصعب بن نبهان هذا تلميذ سفيان الثوري له مناكير عن الثوري, لكن معناه ثابت من أحاديث أخرى « يكون في آخر أمتي قوم يعطون من الأجر مثل أجور أولهم, ينكرون المنكر ويخشون الفتن, يفرون بدينهم من الفتن, وينكرون المنكر »1 وهذا مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: « أمتي كالغيث لا يدرى الخير في أوله أو في آخره »2 حديث صحيح, « أمتي كالغيث لا يدرى الخير في أوله أو في آخره »2 بمعنى أنه قطع الخير في أولهم لكن من صلاح أخرهم مثل ما تقول الشيء إذا ركب... تحس أنك تقول ما أدري هذا أحسن أو هذا, مثلما تقول العرب: ما أدري ظهر هذا الثوب أحسن أو وجهه, مع أنهم يدرون وجهه أحسن, لكن من تحسين ظهره, فالمقصود بقوله عليه الصلاة والسلام: « أمتي كالغيث لا يدرى الخير أوله أو آخره »2 من عظيم الأجر الذي في آخر هذه الأمة, وعظم الأديان بعض آخر أهل الزمان, كما قال عليه الصلاة والسلام يقول: « في آخر أمتي قوم يعطون من الأجر مثل أجور أوائلهم »3 لماذا؟ قال: « ينكرون المنكر ويخشون الفتن »4 يفرون بدينهم من الفتن، وينكرون المنكر. نسأل الله من فضله. نعم.
1 : أحمد (5/375). 2 : البخاري : التوحيد (7510) , والدارمي : المقدمة (52). 3 : أحمد (4/62). 4 : أحمد (5/375).
|