حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا زُهَيْرُ بنُ عَبَّادٍ قالَ: قالَ ابنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: يأتي على النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ السُّنَّةُ فيه بِدْعَةً والبِدْعَةُ سُنَّةً، والمَعْرُوفُ مُنْكَراً والمُنْكَرُ مَعْرُوفاً، وذلِكَ إذا اتَّبَعُوا واقْتَدَوا بالمُلُوكِ والسَّلاطين في دُنياهم.
نعم, وهذا أيضا حق, الناس على دين ملوكهم, فالملك الصالح هو الذي يحفظ الدين, ويكون أربه في إقامة الدين, يكون أربه في إقامة الدين والملك وسيلة, أما إذا كان همه إقامة الملك والدين وسيلة, فهنا سيكون المعروف منكرا, والمنكر معروفا, والسنة بدعة, والبدعة سنة, بمعنى إما أنه يحدث ...... يشتغلون بها, وإما أن الناس يحدثون ولا ينكر عليهم هو, لا يزعهم ويمنع عنهم البدع من بدعهم, ويمنع أهل المنكرات من منكراتهم بحجة الحفاظ على ملكه وسلطانه, وبحجة المحافظة على الرأي العام.
فهنا تصبح السنة بدعة والبدعة سنة, إذا كان أهل البدع ما ينهون وأهل المعاصي لا يحتسب عليهم ولا ينكر عليهم, وليس هناك من يضرب على أيديهم, ويكون هم الحاكم في دنياه وفي ملكه ولا يكون همه في إقامة الدين هنا كما قال ابن مسعود. نعم.
|