حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا أبو بَكْرٍ بنُ أبي شَيْبَةَ قالَ: حَدَّثَنا العَلاءُ بنُ عُصَيْم عن حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ عن أَيُّوبَ عن أبي قلابَةَ عن أبي أسماءَ عن ثوبان قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حتى يَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتي بالمُشْرِكينَ وحتى تُعْبَدَ الأَوْثَانُ، وسَيَكُونُ مِنْ أُمَّتي كَذَّابُونَ ثَلاثُون، كُلُّهُم يَزْعُمُ أنَّهُ نَبِيٌّ، وأنا خَاتم الأنبياءِ »1 .
نعم, لا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين أيضا فإنه لا يثبت بهذا الطريق، وهذا حق كله وقع اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصوات العرب، العرب لحونهم على الفطرة، على الصوت الحزين وهذا اللي ما فيه تكلف، كما لو ترى الآن رجلا متعلما من أهل البادية صاحب خشوع وصاحب طاعة صاحب سنة تسمع قراءته القرآن ما تتمنى أن يسكت، أو مثلا بعض كبار السن هنا الذين يحسنوا قراءة القرآن ولا يتكلف هذه لحون العرب بدون تكلف، وأما لحون الأعاجم التي جاءت فيما بعد فهو هذا التكلف: التطريب، والتمويج، والرفع، والخفض، والصياح، والمد، والزيادة، هذه كلها هذه لحون الأعاجم ما جاءت إلا متأخرة، فالمقصود - كما قال السلف - المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم على أحد التأويلات: « ليس منا من لم يتغن بالقرآن »2 على لحون العرب، كما كانت العرب تقرأ، وأما هذه التكلفات الطارئة كلها فهي محدثة، قال: وإياكم ولحون أهل الفسق. يعني - سبحان الله - وهذا من النور سيأتي أناس يقرءون القرآن على مقامات الغناء على لحون أهل الفسق - وهذا حصل يقرءون القرآن على الألحان على النوتة الموسيقية - نسأل الله السلامة والعافية - هذا من زيادة الفسق والزندقة- فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء، والرهبانية والنوح كأنها نائحة مستأجرة منها الصياح وهذا التطريب، لكنه لا يجاوز الحناجر يصل الحنجرة فقط الصوت، الصوت يخرج من الحنجرة الحبال الصوتية أما غير الحنجرة لا يجاوزها، يعني مسألة أنه وصل إلى قلبه تأثر به انتفع به هذا مستحيل بعيد عنه، وإنما لا يجاوز الحناجر فقط، لا يجوز الصوت الصدى - نسأل الله العافية - وهذا واقع كثيرا ما، كثير مما تسمع من القراء الذين لهم أشرطة ولهم...، أو في المساجد كثير منهم ابتلوا بهذا البلاء، هذا الصياح وهذا التطريب وهذا اللحون الأعاجم، بعضهم - نسأل الله العافية - بلغ إلى لحون الغناء يقرأ على المقامات ويقرأ على هذه النوتات كل هذا - نسأل الله العافية - من المحدثات في الدين، وإنما القرآن أريد للتدبر: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾3 على لحون العرب بدون تكلف، كما وصفوا قراءة السلف: شهية، حزينة، غير متكلفة، كأنه يخاطب إنسانا، يعني إذا سمعت القراءة يعطيك القارئ المثل من المعاني كأنه يخاطب إنسانا يتعجب ويستفهم ويخشع، وإذا أردت أن تعرف فقه القارئ تعرفه بهذه الأمور، تعرفه مثلا بالوقوف على الآيات إذا كان يعرف المعاني سيحسن أن يقف، وتعرفه في القنوت إن كان عنده علم يكتفي بالمأثور، لا يرفع الصوت في الدعاء، ولا يرتل الدعاء، ولا يصيح هذه الصيحات، ولا يذكر القصص في الدعاء، تعرف أنه فقيه، وكذلك هذا إذا كان قراءته غير متكلفة فيها خشوع ويعرف يقرأ القرآن، وهذا كل اللي ذكروه ذكره حذيفة هذا كله حصل نعم.
1 : أبو داود : الفتن والملاحم (4252) , وابن ماجه : الفتن (3952) , وأحمد (5/284). 2 : البخاري : التوحيد (7527) , ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (792) , والنسائي : الافتتاح (1017 ,1018) , وأبو داود : الصلاة (1473) , وأحمد (2/271 ,2/284 ,2/450) , والدارمي : فضائل القرآن (3490 ,3491 ,3497). 3 : سورة ص (سورة رقم: 38)؛ آية رقم:29
|