حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا مُوسى بنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحمنِ بنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، عن عطاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي عَبْدِ الرَّحمنِ السُّلَمِيِّ قالَ: إِنَّا أَخَذْنَا القُرآنَ عَنْ قَوْمٍ، فأخْبَرُونا أَنَّهُم كانوا إذا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آياتٍ لم يُجاوزوهنّ إلى العَشْرِ الأُخَرِ حتى يَعْلَمُوا ما فيهنَّ مِنَ العِلْمِ. قالَ: فَتَعَلَّمْنا العِلْمَ والعَمَلَ جَمِيعاً، وإِنَّهُ سَيَرِثُ هذا القرآنَ قومٌ بعدنا يَشْرَبُونَهُ كشربهم الماءَ، لا يُجاوِزُ تراقيهم. قالَ: بل لا يُجَاوِزُ هاهنا. ووَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ حنكه.
حنكه، هذا الحنك، يقول: حتى الحناجر بعيدة لا يجاوز هاهنا، فقط والصوت فقط، وهذا أيضا من الأشياء العظيمة التي تنتخب وتنشر بين الإخوة والشباب يقول أبو عبد الرحمن السلمي: " إنا أخذنا القرآن عن قوم فأخبرونا أنهم إذا تعلموا عشر آيات... " هكذا كان أصحاب محمد وبهذا نالوا المقامات العظيمة ووقر القرآن في قلوبهم، إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الآخر حتى يتعلموا ما فيهن من العلم، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعا، علم وعمل وإيمان جميعا بعضه يثبت بعض، ولم يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، عرفوا قدر القرآن لما قالوا لسالم مولى أبو حذيفة في اليمامة في المعركة، لما حملوا الراية قال رجل سفيه لسالم قال: نخشى أن نؤتى من قبلك يا سالم - يعني نخشى أنك أنت تضعف - قال: تأتون من قبلي بئس حامل القرآن إذا أنا. يعرفون قدر القرآن يقول إذا أتيتم من قبلي بئس حامل القرآن أنا، وفعل جلس بالراية حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه، فعرفوا معنى القرآن أن القرآن أنه مسئولية وأن يقر في القلوب، قالوا سيأتي قوم سيرث القرآن قوم بعدنا يشربونهم كشربهم للماء يحفظونهم بسرعة في أيام وأسابيع كشرب الماء، ولكنه لا يجاوز التراقي، ما وقر في القلوب وإنما فقط بسرعة بل لا يجاوز هاهنا التراقي بعيدة، الترقوة: هذا العظم هذا والعظم هذا، هذا اسمها الترقوة هذا العظمين، قال: التراقي بعيدة ما يصل حتى التراقي، لكن يصل هاهنا، ووضع يده تحت الحنك، قال: هاهنا فقط، يقرأ باللسان ويرده الصوت الصدى فقط، أما مسألة الانتفاع ومسألة الخشوع ومسألة الخشية ومسألة العمل ومسألة الإيمان ومسألة التغني بالقرآن الاستغناء به عن غيره وعدم الملل منه وعدم الشبع منه، هذا بعيد عن من كان هذا صفتهم إلا رجلا عرف قدر القرآن فلم يشبع منه، ولو صحت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا بنعم.
|