قالَ: وحَدَّثَنا أَسَدٌ قالَ: حَدَّثَنا وكيعٌ عن سُفْيَانَ عن عليِّ بنِ بُذَيْمَةَ قالَ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْدَةَ يقولُ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « لَمَّا وَقَعَ النَّقْصُ في بني إسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُم يَرَى أَخَاهُ على الذَّنْبِ فَيَنْهَاهُ ولا يَمْنَعُهُ ذلِكَ أن يكون أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وجَلِيسَهُ، فَضَرَبَ اللهُ قُلُوبَ بَعْضٍ على بَعْضٍ، ونَزَلَ فيهم القرآنُ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ »1 حتى انتهى إلى قوله: ﴿ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾3 وكانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئاً فاستوى جَالِساً ثُمَّ قالَ: كَلاّ، والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ حتى تَأخُذُوا على يَدَيِ الظَّالِمِ فَتَأْطُروهُ على الحَقِّ أَطْراً .
نعم، حتى تأخذا على يد الظالم وتأطروه على الحق أطرا، وهذا مثل ما تقدم كان يرى أخاه على الذنب فينهاه ثم لا يمنعه أن يأكل معه ويشرب وهو على الذنب - نسأل الله العافية والسلامة - يحذر الإنسان من هذه ينكر ولا يحذر المنكر حال فعله، يقوم ما يجلس، وأما هجر صاحب المنكر فإنه كما قلنا: هو الأكمل إن استطاعه وكان له فيه مصلحة يؤدي الغرض؛ يعني الهجر علاج، إذا كان علاج يؤدي الغرض فيستعمل، ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام هجر كعب بن مالك وصاحبيه ولم يهجر المنافقين - لأن المنافقين أصلا ما ينفع فيهم العلاج - نسأل الله العافية - فتركهم - نسأل الله العافية - لما هو أعظم كما قال تعالى: ﴿ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ﴾4 ﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ﴾5 نجس اتركوهم، أما كعب وصاحبيه لا والله نفع فيهم الهجر، حتى أنه أتاه فتنة أتاه رسالة من ملك غسان يأمره ليلحق به فألقاه في التنور، لكن فيه من بعض أهل العلم يفرقون بين المنكر وأثر المنكر، يعني بمعنى المنكر حال فعله، بمعنى ناس جالسين وهم الآن يشربون خمرا، أو يشربون الدخان، أو قد فتحوا على قناة مثلا فيها فواحش أو فيها شبهات، هذا قم، لكن قد يأتيك شخص مثلا وهو يحلق لحيته هو ما حلقها أمامك لكن أثر المنكر واضح عليه، هذا تنكر عليه، لكن لا يعني هذا أنك تقوم، أي مجلس فيه أناس حالقي لحاهم تقوم، لأن هم الآن ليسوا على منكر هم فيهم أثر المنكر، بمعنى أنك قد تنكر عليه فيقول: والله أنا نويت أن هذه حلقة وأني أتركها مثلا، لكن هذا أثر المنكر، واضح؟ وإلا إذا كان هناك يعني هذا ليس مثل مصاحبة المنكر، لو كان الشخص كل ما وجد شخصا مثلا فيه رائحة دخان قال: لا أجلس. أو مثلا يحلق لحيته ... قال: لا أجلس. ما يستطيع، فلذلك يقولون: هذا أثر للمنكر وليس هو المنكر ولا يفعله أمامك في الحقيقة، هو فعله استخفاء ولكن هذا ظهر بقي آثاره فتنكر عليه ولكن لا يجب عليك أن تقوم دائما. نعم.
1 : الترمذي : تفسير القرآن (3048) , وأبو داود : الملاحم (4336) , وابن ماجه : الفتن (4006). 2 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:78 3 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:81 4 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:94 5 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:95
|