حَدَّثَنا أسدٌ قالَ: حَدَّثَنا ضَمْرَةُ عَنِ ابنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ عَوْنٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: ذَكَرُوا عَنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئاً تَكَلَّموا فيهِ والأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَقَالَ مُعَاوِيةُ: يا أبا بَحْرٍ ما لَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ قالَ: أَخْشَى اللهَ إنْ كَذَبْتُ، وأَخْشَاكُم إنْ صَدَقْتُ.
إن ينكر قلبك ما تخاف سوطا ولا عصا، من يدخل على قلبك، فإذا كان قلبك ما ينكر المنكر، ولا يشمئز منه، ولا يكرهه، فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام: « ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل »1 .
وهذه فوق مسألة المعرفة؛ المعرفة: هي قول القلب كما في الإيمان، والإنكار والرضا هذا عمل القلب، القلب له قول وله عمل، فإذا كان قلبك ما ينكر ولا يشمئز ولا يكره المنكر فما تسلم، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، وسيأتينا الآن إن شاء الله. نعم.
1 : مسلم : الإيمان (50).
|