حَدَّثَنا أسدٌ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ طلحةَ، عن زُبيد الإيَامِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن أبي جُحَيْفَةَ، عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: الجِهَادُ ثلاثَةٌُ: فَجِهَادٌ بِيَدٍ، وَجِهَادٌ بِلِسَانٍ، وجِهَادٌ بِقَلْبٍ. فَأَوَّلُ ما يَغْلِبُ عليهِ مِنَ الجِهَادِ يَدُكَ، ثُمَّ لِسَانُك، ثُمَّ يَصِيرُ إلى القَلْبِ، فإذا كانَ القَلْبُ لا يَعْرِفُ مَعْرُوفاً ولا يُنْكِرُ مُنْكَراً نُكِسَ فَجُعِلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ.
نعم. نسأل الله العافية والسلامة، كلام السلف دقيق، وله أبعاد بعيدة، له أغوار، فيقول: وجهاد بيد، وجهاد بلسان، وجهاد بقلب، أول شيء تغلب عليه يدك، ما تستطيع تمد يدك، إلا فيما لك ولاية عليه، أولادك زوجتك شيء تستطيع إنكاره بيدك، لك ولاية ممن له الولاية، ولكن تغلب عليه، ثم اللسان، وهذا أهون من اليد، ثم القلب ما أحد يغلبك على قلبك، ثم أنزل من مسألة الإنكار بالقلب، إذا كان القلب لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر، فهنا كما قال علي: ينكس فيجعل أسفله أعلاه وأعلاه أسفله، كما قال عليه الصلاة والسلام: يكون كالكأس المقلوب، كالكوز المجخي،
إذا كان لا يعرف المعروف ولا ينكر المنكر، نسأل الله العافية والسلامة، لا يعرف السنة والبدعة، لا يعرف الطاعة من المعصية، لا يعرف الكفر من الإيمان، لا يعرف الشرك من التوحيد، ما يعرف، يطمس عليه هذا، نسأل الله العافية.
هذا تناقض يقرب من الكفر، إذا كانت الدرجة التي فوق هذه وهو الإنكار بالقلب، من تركها فليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، فكيف بالذي لا يعرف. نعم.
|