حَدَّثَنا أسدٌ قالَ: حَدَّثَنا بَقِيَّةُ قالَ: حَدَّثَنا إسحاقُ بنُ مالِكٍ الحَضْرَمِيُّ قالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نِزَارٍ القُشَيْرِيُّ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ أَمَرَ بِمَعْرُوفٍ فَلْيَكُنْ أَمْرُهُ ذلِكَ بِمَعْرُوفٍ »1 .
نعم، وهذا أيضا مثل السابق، لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الطريق، وإن كان جاء عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، والمقصود: المعنى صحيح، "من أمر بمعروف": يعني سواء ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا أو من قول صحابي أو من قول تابعي، المعنى تشهد له الأدلة، هذا معنى كلامه أن المعنى صحيح ليس منكرا، لكن الإشكال: هل ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ينسب، لا ينسب إلا بسند صحيح.
من أمر بمعروف فليكن أمره ذلك بمعروف، بمعنى: إذا كنت تأمر بالمعروف تأتيه من طريقه، ولا يفهم من المعروف دائما اللين، بعض الناس يفهمها هكذا، يقول: ليكن أمره بالمعروف يعني دائما باللين لأ، قد يكون مرة باللين ومرة بالشدة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، يعني نزع من يد الرجل خاتما وألقاه، وأحيانا يشتد وأحيانا يلين، على حسب الموقف، وعلى حسب الشخص، إذا كان الشخص مثلا معه قدر من الإيمان والتقوى قد يشتد عليه، وإذا كان يخاف عليه الردة قد يلين معه، لكن ليكون الأمر بالمعروف.
بعض الناس يذهب يأمر بالمعروف، أو ينهى عن المنكر ويرتكب ألف منكر في سبيل أن يغير منكرا مفروضا حتى، تجده مثلا يتجسس ويظلم ويفتري ويضرب ويفعل، من أجل احتمال في منكر، لا بد أن تكون لا تفلت منك الزمام، يكون فعلك دائما مقيدا بالشرع، إذا أمرت بالمعروف تأمر بالمعروف، ويكون أمرك بالمعروف، وإذا نهيت عن المنكر لا يكن إنكارك للمنكر منكرا، قد يكون إنكارك لمنكر منكرا في حد ذاته؛ نعم.
1 :
|