حَدَّثَنا أسدٌ قالَ: حَدَّثَنا حَمَّادُ بنُ سلمةَ، عن أبي عمرانَ الجَوْنِيِّ أنَّ سَلْمَانَ مَرَّ بِفِتْيَةٍ يُعَذِّبُونَ حِمَاراً فَنَهاهُم فلم يَنْتَهُوا. فقالَ: يا سَمَاءُ، اشْهَدِي، ويا جِبَالُ، اشْهَدِي. قالَ ابنُ وَضَّاحٍ: مَا أَحْسَنَهُ.
نعم، ما أحسنه، كلام ابن وضاح دليل على الانتخاب أن الشخص إذا قرأ الكتاب، ينتخب بعض الآثار اللي تعجبه، أو يكتبها، يعني مثلا عندنا الآن هنا ثلاثمائة وثلاثة عشر أثرا، كلها عظيمة، لكنها بعضها أعظم من بعض، بعضها يكون خلاصة، يلخص الكثير من الأشياء، ويكون في المفصل؛ فلهذا يقول ابن وضاح ما أحسنه.
مر سلمان بفتية يعذبون حمارا، فنهاهم فلم ينتهوا، فقال: يا سماء اشهدي، ويا جبال اشهدي، ما عندنا أحد غيرهم، مع أن السماء تشهد ولو لم يستشهدها، والجبال تشهد ولو لم يستشهدها، لكنه ورد تعظيم الأمر أني برئت، يعني يستكثر من الشهود، إني برئت، هذا اللي يفعله الإنسان إذا ما انتهوا ما عنده أحد يشهد، مثل هذا قول سلمان يعظم الشيء؛ نعم.
وابن عمر في الصحيح مر بصبية قد جعلوا دجاجة غرضا لهم، بمعنى أن يجعلوها هي الشارة، يرمون إليها، شوف الفسوق، ما يجعلون الشارة التي يرمون إليها جمادا، يجعلونه حيوانا، فأنكر عليهم وفرقهم ولحق بهم ابن عمر رضي الله عنه، ومر برجل قد كوى حمارا في وجهه، فقال: ملعون من فعل هذا، وأنكر عليه، الصحابة رضي الله عنهم عندهم هذه السعة في كل شيء، في كل شيء أمامهم له عندهم حكم لينكرونه حتى ما يتعلق بالحيوانات وبالأشياء؛ نعم.
|