حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ وَضَّاحٍ قالَ: حَدَّثَنا أحمدُ بنُ عمرو قالَ: حَدَّثَنا جعفرُ بنُ هارونَ قالَ: أخبرني أبو سُلَيْمٍ القَارِئُ، عن مِسْعَرٍ، عن وَبْرَةَ قالَ: سَمِعْتُ ابن عباسٍ رضي الله عنهما قالَ: إِيَّاكَ والكلامُ فيما لا يَعنِيكَ فإنه فَضْلٌ، ولا آمَنُ عليكَ فيه مِنَ الوِزْرِ، وإِيَّاكَ في الكلامِ فيما يعنيكَ في غَيْرِ مَوضِعِهِ، فَرُبَّ مُسْلِمٍ تَقِيٍّ قد تَكَلَّمَ بِمَا يعنيه في غيرِ مَوْضِعِهِ فَتَعِبَ.
هذا ما أحسنه، هذا من قول ابن وضاح هذا الأثر اللي بعده ما أحسنه كلام ابن عباس، "إياك والكلام فيما لا يعينك فإنه فضل" الشيء اللي ما يعنيك « من حسن إسلام تركه هو ما يعنيه »1 أي شيء ما يعنيك في دينك ولا دنياك اترك، فضل، قال: هو فضل: يعني لغو، ولا آمن عليك من الوزر، وإياك والكلام في ما يعنيك في غير موضعه، بمعنى إما لم يحضر أهله، أو لم يجئ وقته، إما لم يحضر أهله عندك في زمانك ما يقدرون كلامك، ولا يفهمون على وجهه، أو يحدث لهم فتنة، أو يقومون عليك يهيجون عليك، أو ما جاء وقته، فرب مسلم تقي تكلم فيما يعنيه: أنكر منكرا، أو تكلم بحق، أو بين بعض الأخطاء تعنيه، تعني المسلمين، ولكنه في غير موضعه، فتعب هاجوا عليه الدهماء والغوغاء، أو أول كلامه على غير محمله، أو اللي عنده حاضرون أفهامهم سقيمة فقلبوا الكلام، ونقلوه على غير وجهه إلى آخر ما يجيء من تعب، فيقول: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، فرب مسلم تقي تكلم فيما يعنيه لكن في غير موضعه فتعب. نعم.
1 : الترمذي : الزهد (2317) , وابن ماجه : الفتن (3976).
|