حَدَّثَنا أسدٌ قالَ: حَدَّثَنا الوليدُ قالَ: حَدَّثَني أبو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ قالَ: سَمِعْتُ بلالَ بنَ سَعدٍ يقولُ: إذا خَفِيَتِ الخَطِيئَةُ لَمْ تَضُرَّ إلاّ عامِلَهَا، فإذا ظَهرَتْ فلم تُغَيَّر ضَرَّتِ العَامَّة.
نعم، وهذا حق، هذه قاعدة، يعني: إذا كان صاحب المعصية يستتر بمعصيته، في بيته وفي مكان لا يراه أحد، فهذا غاية الإذلال له، وغاية العز للمسلمين، أن المعاصي لا تظهر، المنكرات لا تظهر، ولذلك لا يؤمر أهل الحسبة أن يتجسسوا على البيوت أو يقفزوا على البيوت، كما فعل في عهد عمر، فأنكروا عليه قالوا: إن كنا نحن فعلنا منكر فقد دخلت على بيتي بغير إذن، فقال: صدقت.
لا يؤمر بتقفر البيوت وما يحصل فيها، رضي أهل الإسلام من صاحب المعصية ذلا أن يتخفى بمعصيته، أما إذا ظهرت ولم تنكر ضرت الجميع، إذا ظهرت في وسائل الإعلام أو في الشوارع أو في الأسواق أو في الأماكن العامة ولم تنكر ضرت العامة، وأما إذا كان يتخفى في بيته فإنها لا تضر إلا الذي يفعلها؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: كل أمتي معافى إلا المجاهرون نعم.
|